كسبت ولاية النعامة خلال سنة 2012 رهان عصرنة قطاع النقل بما سمح بضمان خدمات نوعية للمواطن و توفير الظروف الملائمة لدفع وتيرة النشاطات الاقتصادية والحركية التجارية بالولاية. وحققت هذه الولاية الواقعة في نقطة التقاء بين ولايات الجنوب الغربي و شمال البلاد خطى متقدمة نحو التحكم في تأمين وانسيابية حركة المرور عبر المحاور الوطنية و الولائية التي تعبرها وتنظيم حركة السير للمركبات و الراجلين وخطوط النقل وسط شبكة الطرقات الداخلية لمدنها الرئيسية النعامة و المشرية و العين الصفراء. و ذكر مسؤولو قطاع النقل أن الولاية شهدت في غضون هذه السنة المنقضية تطورا ملحوظا للقطاع خاصة بعد إنجاز المشاريع التي استفادت منها في هذا الإطار والمتمثلة في فتح المؤسسة العمومية الجديدة للنقل الحضري ومضاعفة الخطوط العاملة في مجال النقل البري بين الولايات مما سمح بتحقيق حيوية في النشاط الاقتصادي من خلال توسيع القاعدة السياحية والتجارية لولاية النعامة. تحسين وضعية الطرقات وترقية خدمات النقل الحضري لتلبية حاجيات المواطن ومكن الشروع في تطبيق دراسات مخططات السير للمدن الكبرى (المشرية والنعامة و العين الصفراء) بمراعاة مقاييس تقنية من إزالة المظاهر السيئة والفوضى التي كانت تطبع نشاط النقل الحضري .كما مكن كذلك من تحسين خدمات الخطوط الحضرية التي لطالما كانت محل استياء المواطن الذي كان يشكو من عدم الانسجام بين مختلف القطاعات الحضرية والحاجة المستمرة لتجديد شبكة الطرقات الداخلية المهترئة تماشيا مع إنجاز مشاريع التهيئة الحضرية ووضع مختلف الشبكات الأرضية. وذكر في هذا الصدد رئيس مكتب تنظيم النقل البري بمديرية النقل السيد تبون عبد الحفيظ أن أول عامل تم مراعاته في مجال تنظيم حركة السير داخل النطاق الحضري إعادة تنظيم الممهلات التي لم تكن مطابقة للمعايير والتي أنجز معظمها بطرق عشوائية وبمادة الإسمنت و بأشكال وأحجام مختلفة أدت إلى تشويه وجه طرقات المدن وإحداث الفوضى في سير حركة المرور وإلحاق الضرر بالمركبات. وعرفت الأشهر القليلة الماضية وضع ممهلات بلاستيكية و تلك الخاضعة للمقاييس المعمول بها عبر جميع الطرقات المقابلة للمؤسسات التعليمية والمرافق الصحية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ومقرات والإدارات العمومية كما أضاف ذات المسؤول. وقد باشرت مديرية النقل لولاية النعامة هذه السنة حملة واسعة للتحسيس بأهمية الرفع من مستوى خدمات القطاع بإشراك كافة المتعاملين والمسؤولين وممثلي لجان الأحياء والجمعيات بالموازاة مع الترخيص لفتح زهاء 20 خطا جديدا على مستوى أحياء التوسع العمراني الجديدة ودخول أربع (4) شركات نقل في القطاع الخاص حيز الخدمة نهاية جويلية المنصرم مما ساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في هذا المجال. فتح خطوط جديدة لمواكبة التوسع العمراني والحركية الاقتصادية والتجارية وأشار نفس المسؤول أن الولاية عرفت هذه السنة أيضا تعزيز حظيرة مؤسسة النقل العمومي الحضري ب 12 حافلة وهو ما يعادل 480 مقعد جديد مما ساعد أيضا على مسايرة التوسع العمراني للمدن الكبرى للولاية ومواكبة الحركية الاقتصادية و التجارية و تقريب خدمات النقل من المواطنين فيما لا يزال النقص مسجلا عبر مناطق سكنية حديثة النشأة مما يتطلب استحداث خطوط نقل جديدة لتلبية احتياجات المواطنين. وفي هذا الصدد تعتزم مديرية النقل قريبا دعم مخطط النقل الولائي والحضري بإضافة ثمانية (8 ) خطوط جديدة لمواكبة التوسع العمراني والتكفل بحاجيات السكان في مجال النقل على مستوى عدة أحياء ببلديات العين الصفراء والمشرية والنعامة و البيوض و مكمن بن عمار. وتضاف تلك الحافلات إلى مؤسسات النقل الحضري للخواص التي تغطي أجزاء هامة من أحياء مدن الولاية التي تعرف تزايدا في الكثافة السكانية مقارنة بالسنوات السابقة غير أن الجهود تنصب حاليا نحو تفادي الإختلالات المتعلقة بتشبع بعض الخطوط و بالمقابل عزوف الناقلين عن استغلال خطوط أخرى كما أوضحت مصالح القطاع . كما تنصب جهود قطاع النقل كذلك على تدارك نقائص أخرى من خلال تطبيق مخطط النقل الجديد الذي دخل حيز التطبيق في العام الجاري لتحسين وضعية القطاع و الخدمات المقدمة للمواطنين الذين أكدوا في هذا الخصوص على الفارق الواضح بين السنوات السابقة والوضع الحالي بعد أن أصبحت خدمات النقل الحضري في مستوى التطلعات. وتتواصل جهود الدولة لتحسين نوعية هذه الخدمات من خلال إنجاز ثلاثة محطات برية كبرى جديدة بالولاية و برمجة أربع (4 ) محطات جوارية صغيرة في التجمعات الثانوية التي ستنطلق أشغال أولها بدائرة مكمن بن عمار قريبا حسب ذات المصدر. تحكم ملحوظ في تنظيم خدمات النقل لتدارك مختلف أوجه الإختلالات ومن بين الوسائل الناجعة التي ساهمت في تنظيم خدمات قطاع النقل بالمناطق الحضرية لتدارك الإختلالات استبعاد الناقلين الذين لا يلتزمون بالقانون التنظيمي ودفاتر الشروط و عدم احترام المسارات وعدم الالتزام بالتسعيرات المحددة و خصوصا أماكن ومواقيت التوقف والإقلاع والمحطات النهائية و تفطن المواطنين الذين تقدموا بالعديد من الشكاوي إلى مديرية النقل تتعلق بسوء تصرفات الناقلين كسيارات الأجرة والحافلات وغيرها. ومن المظاهر السلبية التي أصبحت تنحصر تدريجيا منذ تطبيق الإجراءات الجديدة لتنظيم خدمات النقل الحضري بمدن الولاية خلال السنة الجارية الإفراط في السرعة و الاكتظاظ داخل المركبات و حافلات النقل وهو ما لقي استحسانا لدى المواطنين. ويقول في هذا الخصوص السيد المجدوب وهو أقدم مدير لمدرسة تعليم السياقة بولاية النعامة التي تقع بحي المصلى بمدينة المشرية "أن الخناق في حركة المرور بوسط هذه المدينة الذي كان يتسبب في إطالة مدة الرحلة وعناء ركاب حافلات النقل لم يعد من المظاهر المألوفة اليوم". وعلى العكس من ذلك يرى بعض سكان أحياء كتجزئة السكن التطوري وحي السلام الجنوبي وحي الإخوة النعاس (586 سكن) سابقا وحي المحطة الجديدة بمدينة المشرية أن الخطوط المعتمدة حاليا لا تصل إلى بعض الجهات سيما منها التوسعات العمرانية و المناطق السكنية الجديدة مما يرغمهم على قطع مسافات طويلة راجلين للالتحاق بأقرب نقطة توقف للحافلة. المؤسسات المصغرة للشباب ساهمت بدورها في تعزيز خدمات النقل الحضري وبالمقابل ولعل من الجوانب الإيجابية التي ساهمت أيضا في ترقية خدمات النقل الحضري تعزيز القطاع بمؤسسات مصغرة جديدة للنقل في إطار مشاريع قروض الشباب مما ساهم في زيادة حظيرة سيارات الأجرة و الاستجابة للطلب المتزايد على وسائل النقل. وقد لوحظ ذلك جليا خلال سهرات ليالي الصيف وشهر رمضان المعظم الأخيرمن خلال ضمان وسائل النقل ليلا والتي سمحت للعائلات بالتجوال والاستمتاع بالنسيم الليلي و حضور النشاطات الثقافية وغيرها. للإشارة تتوفر ولاية النعامة على 211 متعاملا في قطاع النقل يتوزعون على 117 خط للمسافرين مابين الولايات وداخليا لربط مقر الولاية بمجموع بلدياتها و ربط البلديات فيما بينها و يضاف إلى ذلك مجموع 603 سيارة أجرة تعمل على مستوى مختلف الخطوط حسب معطيات قطاع النقل بالولاية.