تعيش ولاية النعامة اليوم واقعا جديدا في مجال النقل، حيث تتوفر حاليا على منشآت قاعدية عصرية ساهمت بشكل ملموس في نوعية الخدمة العمومية وفي فك العزلة عن الأرياف والمناطق النائية وأعطت دفعا قويا لعجلة تنمية الاقتصاد المحلي. وبحكم الموقع الإستراتيجي لولاية النعامة ذات التضاريس الطبيعية الجذابة التي تتوسط منطقتي الهضاب العليا والصحراء الكبرى وبوصفها منطقة حدودية فقد أولت السلطات العمومية وخلال طيلة سنوات الجزائر المستقلة كل الأهمية لإنجاز مشاريع كبرى تمكن من نقل الأشخاص والبضائع في ظروف حسنة وآمنة ولعل أول مكسب تحقق بولاية النعامة إنجاز مطار مدني بمدينة المشرية أطلق عليه تسمية الشيخ بوعمامة قائد المقاومة الشعبية بالجنوب الغربي وهو يستقبل حاليا طائرات من الحجم الكبير. وتتوفر هذه المنشأة على مختلف الهياكل القاعدية وفق المواصفات الدولية التي تمكن من تحسين شروط نشاط الملاحة الجوية وتوفير ظروف أفضل لاستقبال مستعملي النقل الجوي بالولاية، كما أوضح مسؤولو قطاع النقل بالولاية. وقد تم توسيع وتمديد المدرج الرئيسي لمطار الشيخ بوعمامة على مسافة 3000 متر وإنجاز حظيرة ومركز لتخزين الوقود وملحقة للأرصاد الجوية ووحدة خاصة للتدخلات تابعة لمصالح الحماية المدنية وهي المشاريع التي فاقت كلفتها مبلغ 892 مليون دج ممولة من طرف صندوق تنمية مناطق الجنوب والبرنامج العادي غير الممركز. كما يتوفر مطار الشيخ بوعمامة أيضا على برج للمراقبة ومحطة توقف تستوعب طائرتين من الحجم الكبير وقد زود بمولدات كهربائية حديثة ومرفق تقني. ومن أجل توسيع وتحديث شبكة خطوط النقل وتنويع وسائل النقل وتحسين ظروف نقل المسافرين فقد تدعمت ولاية النعامة بمشروع هام يندرج في إطار عصرنة النقل بالسكة الحديدية عبر مختلف ولايات الوطن يتمثل في إنجاز وتجهيز الخط السريع للسكة الحديدية الذي يربط ولاية النعامة بكل من ولاية سيدي بلعباس من الجهة الشمالية وولاية بشار من الجهة الجنوبية عبر مسافة إجمالية تقدر ب580 كلم والذي كانت بداية تشغيله في الذكرى أل 48 لعيدي الاستقلال والشباب 5 جويلية 2010. وإضافة إلى نقل ما معدله 4000 مسافرا شهريا يوفر الخط المذكور نقل الحبوب ومواد المحروقات وزيوت التشحيم والإسمنت لتموين مناطق الجنوب مما يعكس أهمية هذا الخط الإستراتيجي من حيث أنه يكتسي دورا حيويا كبيرا على الصعيد الاقتصادي والتنموي ويساهم بشكل فعال في ترقية الحركة التجارية بجنوب البلاد. ويأتي إنجاز هذا الخط الجديد للسكة الحديدية لفائدة سكان ولاية النعامة بعد غياب دام أكثر من 25 سنة لنشاط قطار الحبوب الذي كان يجتاز خط ضيق ومهترئ للسكة الحديدية يعود إلى الحقبة الاستعمارية ليصبح اليوم وسيلة عصرية تتكفل بانشغالات المواطنين اليومية في مجال التنقل من خلال حركة قطارات تضمن الأمان والرفاهية وربح الوقت. ويستعمل هذا الخط يوميا مسافرون يتنقلون مابين النعامة - وهران والنعامة - بشار ذهابا وإيابا وبسرعة تقدر بحوالي 160 كلم في الساعة. وبحسب مسؤولي قطاع النقل بالولاية فقد تم كهربة ووضع إشارات المرور وتجهيزات الاتصالات السلكية واللاسلكية على طول هذا الخط السريع والجديد للسكة الحديدية الذي يربط ولاية النعامة بولايتي سيدي بلعباس شمالا وبشار جنوبا وهو إنجاز فاقت كلفته المالية 59 مليار دج. وهكذا فقد تحقق حلم راود سكان المنطقة منذ أمد بعيد وينجز خط السكة الحديدية السريع بالرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت مؤسسات الإنجاز ومنها ميادين الألغام الموروثة عن العهد الاستعماري التي تكفلت بنزعها وحدات الجيش الوطني الشعبي وكذا مشاكل متعلقة بالتموين بمواد البناء إلى جانب الفيضانات التي عرفتها المنطقة طيلة فترة إنجاز المشروع التي بلغت أكثر من 6 سنوات. خدمات النقل البري للمسافرين تتدعم بمحطات عصرية ومن الإنجازات العصرية التي تدعم بها قطاع النقل بولاية النعامة في كنف الجزائر المستقلة التي تحتفل هذه السنة بخمسينية استرجاع سيادتها الوطنية تشييد ثلاث محطات للنقل البري للمسافرين عبر مدن النعامة توفر بعد وضعها منذ أزيد من سنة حيز الاستغلال كافة شروط الراحة والأمن والإجراءات التنظيمية المتعلقة بانطلاق ومرور وتوقف واستئناف نشاط حافلات النقل البري. ومن بين تلك المحطات البرية هناك محطة برية لنقل المسافرين من صنف (أ) بعاصمة الولاية وتقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 6 وقد صممت وفقا مواصفات عصرية بطاقة استقبال قدرها مليون مسافر سنويا ومن شأنها استيعاب 350 ألف مركبة في السنة. وتحتوي هذه المنشأة على 30 رصيفا لنزول وركوب المسافرين وعبور الحافلات فضلا عن موقف لحوالي 60 سيارة أجرة لما بين الولايات إلى جانب توفرها على كل المرافق الخدماتية الضرورية ومكنت من فتح 50 منصب عمل ما بين دائم ومؤقت. وأوضحت مديرية النقل أن مهمة تسيير المحطة البرية لولاية النعامة أوكلت للشركة الوطنية لتسيير المحطات (سوغرال) بعد أن تم إبرام اتفاقية استغلال لمدة تصل إلى 10سنوات. وذكر مدير النقل أن استغلال المحطة البرية الجديدة التي تقع بالمخرج الشمالي لمدينة النعامة وتعتبر تحفة معمارية من حيث الهندسة وجمالية البناء مكن من جمع كل خطوط نقل المسافرين ما بين البلديات التي كانت تمارس نشاطها بشكل عشوائي وفي ظل الفوضى وسوء التنظيم. كما تدعمت مدينة المشرية بدورها بمحطة برية صنف (ب) في إطار برنامج الهضاب العليا وتتوفر على 20 رصيفا ومحطة لسيارات الأجرة. وتعززت خدمات النقل البري للمسافرين بمدينة العين الصفراء بجنوب الولاية أيضا بمحطة برية لنقل المسافرين من صنف (ج) والتي تعد الثالثة من نوعها على مستوى الولاية. وفي سياق متصل فقد استفاد قطاع النقل بولاية النعامة ضمن البرنامج الخماسي الجاري من مشروع إنجاز مضمار لتعليم السياقة بمدينة المشرية و4 محطات جوارية لتوقف حافلات نقل المسافرين عبر البلديات السهبية الصغرى للولاية والتي ستنطلق أشغالها قريبا. وقد أثمرت جهود عصرنة قطاع النقل بولاية النعامة بدخول المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري حيز الخدمة والتي تتوفر على 14 حافلة تعمل على مستوى عدة خطوط حضرية بالمدن الكبرى للولاية.