دعت جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء المجتمع الدولي إلى التصدي بحزم للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى إفراغ بلدة "بيت أكسا" من سكانها الفلسطينيين لبنا ء المستوطنات بهدف تغيير طابعها الديمغرافي والجغرافي. وطالبت الجامعة في بيان "بالوقف الفوري لإقامة مزيد من المستوطنات على الأراضي المحيطة بالقدس وتجميد الموجود منها معتبرة أن تمادي إدارة الاحتلال الإسرائيلي بإحكام قبضتها على قرى شمال غرب مدينة القدسالمحتلة وإحكام الطوق حولها سيقلص من فرصة إقامة الدولة الفلسطينية المرتقبة القابلة للحياة ومتصلة الاجزاء وعاصمتها مدينة القدس. كما دعت الجامعة الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية وكافة المنظمات والهيئات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى إرسال بعثة مراقبة دولية إلى بلدة "أكسا " والقرى المتاخمة لها لرصد وتقييم الوضع الحالي على ألارض ومن ثم اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا الاعتداء الاسرائيلي ومطالبة اسرائيل بوقف ممارساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني والتي تعتبر خرقا صارخا لكل مبادئي حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة. وذكر بيان الجامعة العربية أن جيش الاحتلال الاسرائيلي أقدم خلال اليومين الماضيين على اقتحام قرية "باب الكرامة" التي أنشأها نشطاء فلسطينيون على أراضيهم المهددة بالمصادرة في قرية بيت إكسا شمال غرب القدسالمحتلة في اعقاب إعلان ادارة الاحتلال الاسرائيلي عن مصادرة567 دونما / 56.7 هكتار / منذ شهر ورغم انها أملاك خاصة الا ان أوامر وضع اليد استولت على أكثر من 90 بالمائة من أراضي القرية. ونبهت الجامعة العربية إلى أن هذا العدوان الاسرائيلي هو الثالث من نوعه على بيت اكسا حيث قامت على اثره قوات الاحتلال الاسرائيلي باغلاق الحاجز الموجود على مدخل القرية لفصلها على محيطها الفلسطيني ومنع وصول المتضامنين والنشطاء اليها بعد ان اعلنتها منطقة عسكرية مغلقة. وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال هذا الهجوم باحتجاز النشطاء والمواطنين الفلسطينيين لمدة ساعتين وقاموا بتدمير ومصادرة الخيام التي اقاموها فضلا عن قيام جرافة إسرائيلية بهدم مسجد القرية. وتبلغ مساحة قرية بيت اكسا كاملة 14500 دونم (1450 هكتار) صادرت منها سلطات الاحتلال الاسرائيلي مساحة كبيرة من اراضيها لبناء مستوطنة "راموت" وتوسيع بلدة "متسفي صهيون" التي امتدت على اراضي البلدة كما ان اسرائيل تخطط لبناء جدار فصل عنصري في هذه المنطقة الامر الذي سيؤدي إلى اقتطاع نحو / 140 هكتار/ فقط من اراضي القرية منها (65 هكتار) صالحة للبناء. وتعد قرية بيت أكسا واحدة من قرى شمال غرب القدس التي تشهد أطول سلسلة من الأنفاق بناها الاحتلال لخدمة المستوطنين على الأراضي المحتلة عام 1967 وقسمت هذه القرى إلى معازل حقيقية خلف جدار الفصل العنصري. والجدير بالذكر انه قد سبق لجيش الاحتلال الاسرائيلي ان استولى على أراضي المواطنين في بيت أكسا وقرية النبي صمويل المجاورة لها لاقامة مستوطنات "راموت" و"جفعات هشومائيل" إلى جانب التوسع في مستوطنة "جفعات شاؤول" التي بنيت على أراضي قرية دير ياسين المهجر أهلها. وتعتبر قرية الكرامة المشروع الثاني للمقاومة الشعبية السلمية بعد ان قام ناشطون فلسطينيون خلال هذا الشهر بنصب خيام في موقع قريب من القدس اسموه "قرية باب الشمس" بهدف منع اسرائيل من تنفيذ مشروع استيطاني في هذه المنطقة والذي سيصل بين مستوطنة "معاليه ادوميم" في الضفة الغربية والتي يقيم فيها 35 الف مستوطن وبين الاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ 1967 الامر الذي يؤدي في حال تنفيذه إلى تقسيم الضفة الغربيةالمحتلة إلى "قسمين" وعزلها عن القدسالشرقيةالمحتلة.