مظاهر متعددة تلك التي تطبع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لدى سكان تندوف، حيث تقوم العائلات بتحضير الحناء وتزيين الأيادي والأرجل ليلة المولد، اعتقادا منها بالفأل وبشرى الخير التي تأتي مع مولد خير البرية محمد رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، وتشمل العملية الكبار والصغار. وتُنظم عمليات ختان جماعي للأطفال وذلك قصد ترسيخ مفاهيم الجماعة والاتحاد في نفوس الصغار. ومن جهة أخرى، تقوم العائلات بإعداد طعام الكسكسي والمردود، وهي أكلة شعبية ترتبط بالمولد النبوي الشريف، ويتم توزيعها على المساجد وإطعام عابري السبيل وهو بمثابة صدقة. كما تشهد الساحات العمومية حفلات دينية تنظمها الفرق الإنشادية مرددة عبارات توحي بعظمة الرسول منها “يسعد أمك يا حليمة.. زاد النبي وفرحنا بيه.. سيدي يا مولانا”. كما تقوم النساء بالغناء الشعبي التقليدي على مستوى الأسر ودق الطبول، فيما تكتفي أسر أخرى بالمدائح الدينية. أما الرجال فتمتلئ بهم المساجد عن بكرة أبيها يتلون القرآن الكريم حتى الفجر، وتعكف لجان المساجد على تنظيم مسابقات تجويد القرآن وتنشيط بيوت اللَّه بشدو الحديث وعذوبة السيرة النبوية العطرة تحت شعار “شهر النصرة” حيث تتواصل الأنشطة الدينية والفقهية شهرا كاملا تتنوع فيه طرق إحيائها من أسرة إلى أخرى، لكن تبقى الحكمة واحدة نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولسكان الأرياف حظهم الأوفر من إحياء المولد النبوي الشريف بطريقتهم الخاصة التي يغلب عليها الطابع الديني كتلاوة القرآن وتحضير الأكلات الشعبية وتوزيعها على البدو الرحل. ومن الملاحظ انعدام المفرقعات النارية من مظاهر الاحتفال بالمولد النبي بتندوف إذ يقتصر الاحتفال على قراءة القرآن والأناشيد الدينية المعبّرة عن السيرة النبوية الشريفة، بينما يخرج الأطفال عبر شوارع المدينة بلباسهم الأبيض كالملائكة وفي أيديهم الحناء يرددون عبارات “أعطيني عرفة” وتعني الصدقة، سواء من الحلوى أو النقود، وغالبا ما تمتلئ جيوب الكبار بالحلوى استعدادا لطلبات الأطفال وهم يحيون مولد خير البشر بطرقهم الخاصة. ويقوم الأطفال بعد حصولهم على بعض النقود بشراء ألعابهم المفضلة “نفيخات” التي تعطي للمكان جمالا ولونا متميزا بالألوان المختلفة، كما تجوب شوارع المدينة تعبيرا على فرحة المولد النبوي الشريف إضافة إلى أنشطة متنوعة سطرت من طرف الجمعيات والفرق المحلية للاحتفال وسط الأهازيج والسهرات الدينية المشفوعة بتلاوة القرآن الكريم عبر كافة مساجد الولاية.