استعادت القوات الفرنسية مدينة "كيدال" التي كانت تحت سيطرة الجماعات الارهابية منذ مارس الماضي بعد انتشار القوات الفرنسية في مطار البلدة لتكون بذلك آخر المعاقل التي يخسرها المتمردون بعد "غاو" و "تمبكتو". العمليات في"كيدال" ما تزال مستمرة" حاليا حيث بدا منذ الليلة الماضية و في ساعة متاخرة انتشار القوات الفرنسية و طائراتها المروحية حسبما اكدت مصادر محلية و اخرى فرنسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن" تقدما لافتا تم تحقيقه لكن لا يعني ذلك أن الخطر قد زال"مضيفا ان مالي" في حاجة ماسة إلى انتخابات ذات مصداقية بهدف إحلال السلام فيها . و اكد متحدث باسم الحركة الوطنية "لتحرير أزاواد" ان مقاتليها دخلوا البلدة ولم يجدوا فيها مسلحين مشيرا الى وجود طائرات التي حطت في مطار"كيدال" وان" مروحيات تحلق في سماء البلدة". و كانت الحركة الوطنية" لتحرير أزواد"قد ابدت رغبتها في التعاون مع الفرنسيين "للقضاء على المجموعات الإرهابية" في الشمال لكنها قالت إنها "لن تسمح" بعودة الجيش المالي الذي اتهمته "بارتكاب جرائم ضد المدنيين". وكانت "كيدال" الواقعة على بعد 1500 كلم شمال شرق العاصمة باماكو حتى وقت قريب تحت حركة" انصار الدين" المتمردة الا ان "حركة أزاواد الإسلامية" التي انشقت عنها مؤخرا اكدت نها كانت تسيطر على البلدة. مشاركة بريطانية بعد تردد من ناحية أخرى تستعد بريطانيا لنشر نحو 330 جنديا في مالي وغرب أفريقيا لدعم القوات للفرنسية حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ويضم هؤلاء ما يصل إلى 40 مستشارا عسكريا سيقومون بتدريب قوات الحكومة المالية و200 جندي بريطاني سيتم إرسالهم إلى دول أفريقية مجاورة أيضا للمساعدة في تدريب الجيش المالي. وقال وزير الدفاع في حكومة الظل البريطانية جيم ميرفي إن هناك مخاوف بشأن "توسع المهمة" البريطانية هناك مضيفا ان التزام بريطانيا إزاء مالي دفع بها الى توفير طائرتي لنقل القوات الفرنسية"مضيفا ان "المدربين البريطانيين قد لا يكونون قتاليين لكن هذا لا يعني أنها ليست بدون خطورة". و يرى محللون عسكريون إن الدعم الأولي لبريطانيا كان قصير الأمد لكن عرضها الأخير لمساعدة الفرنسيين يمثل "خطة ذات مدى أطول بكثير"مشيرين الى ان الأمر"قد يستغرق سنوات لكي تتمكن القوات البريطانية من اضفاء تحسين على اداء الجيش المالي الهش". مؤتمر مرتقب في بروكسل لتحديد مهام الدول الاوروبية و يتوقع ان يعقد الثلاثاء المقبل مؤتمرا في بروكسل لتحديد الدول الاوروبية التي ستساهم بقوات في مهمة تدريب عسكرية للاتحاد الأوروبي سيتم إرسالها إلى مالي ومناقشة تفاصيل هذه المهمة التي ستضطلع بتدريب القوات المالية. وكانت الدول المانحة المجتمعة في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا امس قد تعهدت بجمع مبلغ 455.53 مليون دولار لفائدة الحملة الدولية الهادفة إلى جمع الموارد المالية المطلوبة للتعامل مع الأوضاع في مالي. وتبلغ قيمة الموارد المالية التي تعهدت بها الأطراف المانحة لفائدة المشروعات التنموية وتمويل القوة الأفريقية -التي يتوقع أن تستلم المهمات الأمنية من القوات الفرنسية نحو نصف المبلغ الذي يطالب به القادة الأفارقة. وقال رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا/ايكواس/ إن الموارد المالية المطلوبة لتمويل القوة الأفريقية ستبلغ 950 مليون دولار أي أكثر من التقديرات الأولية التي طالب بها القادة الأفارقة. و يرى المتتبعون للشان المالي إن" هناك إدراكا بأن مالي لن تستعيد السلام بدون أن تشهد تحولات ديمقراطية لكن في الوقت الراهن هناك تركيز على تأمين التمويل الذي تحتاجه القوة العسكرية".