تحدّثت تقارير بريطانية أن المملكة المتحدة وضعت قواتها في حالة تأهب استعدادا لإمكانية إرسالهم إلى شمال مالي للمشاركة في العملية العسكرية إلى جانب الجنود الفرنسيين والقوات التابعة لبلدان غرب إفريقيا، لكن حكومة المملكة المتحدة لم تعلّق على الأمر، في وقت بدأت فيه الولاياتالمتحدة في عملية نقل معدّات وجنود فرنسيين إلى «باماكو». شرعت الولاياتالمتحدة في نقل جنود فرنسيين ومعدات إلى مالي في إطار الدعم اللوجيستي الذي تقدمه للقوات الفرنسية التي تحارب مقاتلين متشدّدين في شمال البلاد، حيث أورد المتحدث باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، «بنجامين بنسون»، أنه «بدأنا النقل الجوي للقوات الفرنسية والمعدات إلى باماكو من استريس». وبعد أن نقلت تقارير معلومات عن إقلاع طائرة نقل عسكرية أمريكية منن مطار «استريس»، رفض «بنسون» ذكر تفاصيل حول عدد الطائرات المستخدمة ولا عن الرحلات المبرمجة، مكتفيا بالقول: «أرسلنا رحلتين جويتين بالفعل حتى الآن. واحدة في الصباح الباكر والأخرى في وقت لاحق. سنواصل العمليات خلال اليومين القادمين كما هو مطلوب لتلبية احتياجات الفرنسيين لتوصيل المواد». وذكر المتحدّث باسم «أفريكوم» أن الولاياتالمتحدة تتعاون أيضا مع فرنسا في القضايا الأمنية لكنه لم يُرد تحديد ما إذا كان يجري الاستعانة بطائرات استطلاع بلا طيار. وقبل ذلك كان المتحدث باسم القوات الفرنسية، «تييري بوركار»، قد أفصح بأن بريطانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك تنقل بالفعل مواد فرنسية. ومن جهته صرّح قال رئيس وزراء بريطانيا، «ديفيد كاميرون»، إن بلاده ستوفر دعما إضافيا لفرنسا في عملياتها العسكرية في مالي، مشيرا إلى جوانب النقل والمراقبة. بينما تؤكد وزارة الدفاع أن بريطانيا لن يكون له دور قتالي على الأرض في مالي. وتزامنا مع ذلك كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية، بأن وحدات من أسلحة المشاة والبحرية والقوى الجوية البريطانية وُضعت في حالة الاستعداد القصوى للانتشار عند الطلب لدعم التدخّل العسكري الفرنسي في مالي ضد المتطرفين الإسلاميين في شمال البلاد. وأضافت أن المقر الدائم المشترك الذي يدير العمليات العسكرية البريطانية، سيضع قبل نهاية الأسبوع الحالي اللمسات الأخيرة لأي خطط طوارئ مستقبلية للانتشار في مالي، والتي أُطلق عليها اسم «عملية نيوكومب». وتزامنا مع ذلك اتجهت أمس قوات تشادية في النيجر إلى حدود مالي في إطار قوة عسكرية إفريقية تنتشر تدريجيا لدعم العمليات الفرنسية ضد المتمردين في شمال البلاد، وقال رئيس النيجر «محمد إيسوفو»، الذي زار القوات في قاعدة «والام» العسكرية مخاطبا الجنود «نحن متجهون إلى حرب. حرب فرضها علينا المهرّبون من كل الأطياف.. حرب ظالمة يعاني منها المواطنون السلميون في شمال مالي بشدة»، وأضاف: «أنا واثق من تلهفكم على النصر». في غضون ذلك دخلت طوابير من حاملات الجند الفرنسية والمالية المدرعة بلدتي «ديابالي» و«دوينتزا» بوسط مالي منذ أمس الأوّل بعد انسحاب المتمردين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» من هناك واختفائهم في الأحراش لتجنب الضربات الجوية. ووصفت باريس هذا التقدم بأنه «خطوة مهمة» في حملتها لطرد المقاتلين من صحراء مالي الواسعة في الشمال التي بسطوا سيطرتهم عليها لمدة عشرة أشهر مما أثار المخاوف من أن تتحول المنطقة إلى قاعدة انطلاق لشن هجمات دولية. وصرّح وزير الدفاع الفرنسي، «جان-إيف لودريان» في بيان بأن «تقدم جيش مالي في بلدتين كان يسيطر عليهما أعداؤه هو نجاح عسكري بكل تأكيد للحكومة في باماكو وللقوات الفرنسية الداعمة للعمليات». وقالت فرنسا التي شنت 140 غارة قصف جوية منذ 11 من جانفي إنها تعتزم في نهاية المطاف أن تسلم زمام العملية العسكرية لبعثة إفريقية توافق عليها الأممالمتحدة مع أن نشر هذه القوة تعرقل بسبب نقص الإمدادات والتمويل والتدريب.