أكدت يوم الإثنين شخصيات وطنية جزائرية ل (وأج) أن عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني و عضو مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة الذي وافته المنية يوم الأحد عن عمر يناهز 79 سنة إثر تعرضه لنوبة قلبية يبقى رمزا للنضال الوطني و نموذجا للثورة. و كان عبد الرزاق بوحارة رجلا منشغلا ببروز الجزائر و كرس حياته خلال حرب التحرير الوطنية و بعد الاستقلال لتشييد البلد في مختلف مجالات التنمية السياسية و الاجتماعية و الدبلوماسية حسب تصريحات جمعناها بعد مواراته الثرى في مقبرة العاليةبالجزائر. و اعتبر وزير المجاهدين محمد شريف عباس أن الفقيد كان من الرجال الذين تفتخر بهم الجزائر حيث ترك بصمات لا تمحى في تاريخ الجهاد و النضال و البناء و التشييد. و أكد عباس أن الفقيد "كان على مستوى عال من الحرص الشديد على مصلحة الجزائر و حريتها و عزة و كرامة الشعب الجزائري" مضيفا أن الفقيد هو قدوة للأجيال الصاعدة. و وصف من جهته بوجمعة هيشور عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ووزير سابق الفقيد "بالشخصية التي ميزت التاريخ المعاصر للجزائر و تاريخ جيل نوفمبر 1954" مشيدا بهذا الرجل الذي ينتمي إلى النخبة الثورية و الثقافية للبلد على "مساهمته النشيطة" في التشييد الوطني. و أشاد هيشور أيضا بالمسار السياسي لعبد الرزاق بوحارة على مستوى جبهة التحرير الوطني منذ بداياته معتبرا انه كان "حكيم " الحزب حتى خلال "الوضعية المعقدة" التي شهدتها هذه التشكيلة السياسية. و أشاد من جهته المؤرخ محمد القورصو بمساهمة الفقيد في كتابة تاريخ الجزائر مشيرا خاصة إلى مذكراته و مساره التاريخي الذي دونه في "منابع الثورة" (منشورات القصبة 2001) الذي يعتبر صفحة من صفحات تاريخ الثورة التحريرية معربا عن أمله في أن يحدو حدوه بقية المجاهدين أي أن يساهموا أيضا بكتاباتهم في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية و نقل قيم الثورة الجزائرية إلى الأجيال الشابة و كذا للباحثين و الجامعيين. و أضاف قائلا "لقد ترك لنا تراثا تاريخيا غنيا من خلال مذكراته التي اعتبرها إحدى صفحات تاريخ حرب التحرير الوطنية (...) . كان مناضل في الحركة الوطنية...كان له فكر و تصور حول حاضر الثورة و مستقبل الجزائر. و أشاد من جهته الوزير السابق لمين بشيشي بالمسار العسكري لعبد الرزاق بوحارة حيث قال أن "الفقيد يعتبر من فرسان الجهاديين و من ألمع جنود و ضباط جيش التحرير الوطني و الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال". و أضاف بشيشي أن الفقيد تقلد مناصب وزارية و دبلوماسية و سياسية. كان يولي اهتمام كبير و متابعة وافرة للمشاريع التي كان يتكفل بها. يمكن القول كذلك أن حزب جبهة التحرير الوطني فقد أحد اللامعين الذين كانت لهم مصداقية لدى المناضلين و الرأي العام.