صرح كمال رزاق بارة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على هامش ورشة حول البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب أن الجزائر لديها الأدوات الوطنية الناجعة للوقاية ضد التعذيب. و أكد رزاق بارة الذي كان يتحدث بصفته مناضلا لحقوق الإنسان أن "عدم توقيع الجزائر و لا تصديقها على هذا البروتوكول ليس معناه انه ليس لدينا أدوات وطنية ناجعة و الوقاية من التعذيب" موضحا أن الوقاية القانونية و القضائية و التنظيمية موجودة. و اعتبر أن "مسالة التعذيب في الجزائر كانت مرتبطة بعدد من الأزمات" سيما أزمتي سنة 1988 و 1990 مضيفا أن "تسجيل حالات فردية لسوء المعاملة اليوم هي استثنائية" و هناك وسائل وقاية بفضل المجتمع المدني و وسائل الإعلام. و ردا على سؤال بخصوص الجزائر التي لم توقع و لم تصدق على البروتوكول أكد بارة أن الدولة الجزائرية "لا ترفض بشكل صارم التفكير في الدخول إلى هذا النظام" موضحا أن "الأمر سيتعلق ربما في بادئ الأمر بالتوقيع على هذا البروتوكول الاختياري قبل التصديق عليه". و اعتبر رزاق بارة أن البروتوكول لم يحظى بتصديق جميع البلدان سيما البلدان "الهامة" في مجلس الأمن الأممي داعيا في هذا السياق إلى "انتظار أن يصبح هذا النظام شاملا بالقدر الكافي حتى تتمكن الجزائر من التفكير في الانضمام بصفة كلية". و تنظم هذه الورشة التي ستواصل أشغالها غدا الخميس من قبل اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان و حمايتها و المحافظة السامية الأممية لحقوق الإنسان بمشاركة الجمعية من أجل الوقاية من التعذيب. و أوضح المنظمون أن هذا اللقاء يهدف إلى تحسيس السلطات العمومية و القضائية والمجتمع المدني بقضية التعذيب و سيتوج بتوصيات. وتجدر الإشارة إلى أن البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب عبارة عن نوع جديد من المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان القائمة على مقاربة وقائية. و صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2002 و دخل حيز التنفيذ عام 2006. و يمكن البروتوكول من جهة أخرى هيئة دولية من القيام بزيارات فجائية في أوساط السجون لتجنب المعاملة السيئة و التعذيب. و أضاف المنظمون أن الورشة تهدف كذلك إلى إعطاء الفرصة للسلطات العمومية و غيرها من الأطراف الفاعلة "للتكيف مع نص و هياكل البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب" بغرض "فهم طريقة مساهمة البروتوكول في حماية الكرامة الإنسانية في أماكن الحرمان من الحرية".