صرح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الانسان الاستاذ فاروق قسنطيني أن لجنته لم تتلق “ أية شكوى" حول تسجيل حالات تعذيب. وأكد قسنطيني أمس، على هامش ورشة حول البروتوكول الاختياري لاتفاقية الاممالمتحدة لمناهضة التعذيب أن اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الانسان “ لم تتلق الى حد اليوم أية شكوى” بخصوص حالات تعذيب. و اضاف ذات المتحدث أن الجزائر بلد “ نظيف” و “ ليس لديه ما يخفيه” حول هذا الموضوع. و فيما يتعلق بالأسباب التي دفعت بالجزائر الى عدم التوقيع على البرتوكول الاختياري لاتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب أوضح السيد قسنطيني أن الدولة الجزائرية “ لا يمكنها أن تنتهج هذا الطريق الا بعد دراسة معمقة لهذه المسألة”. و في تدخله أكد قسنطيني إلى أن الكفاح من أجل حقوق الإنسان “جهد متواصل يستدعي دوما المزيد من العمل” معربا عن أمله في زوال هذه الممارسة “البشعة” المنتمية لعصور قد ولت. كما أشار إلى أن الجزائر “لا تجد أي حرج” في التطرق إلى التعذيب مبرزا عزم السلطات الجزائرية على “المضي قدما على درب الحرية و الكرامة”.و أضاف رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها “نسعى من خلال تبادل تجاربكم و نقاشاتكم إلى بلورة تفكير مسؤول و منطقي من أجل التوصل إلى اقتراحات مفيدة و سديدة حول البروتوكول”. من جهته ثمن كمال رزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية، والذي حضر اللقاء بصفته مناضلا في حقوق الإنسان، مبادرة اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الانسان وحمايتها، بتنظيم هذه الورشة التحسيسية التي تهدف إلى إطلاع الرأي العام بأهمية قضية التعذيب، التي تعد حسبه قضية حساسة، مشيرا في نفس السياق إلى ان ظاهرة التعذيب هي ظاهرة موجودة في بلادنا، لكنها تقلصت بشكل كبير، بعد ان سجلت انتشارا مخيفا في مرحلتين اثنين هما مرحلة 1988، بعد الأحداث التي عرفتها البلاد في 5 أكتوبر، وبعدها في التسعينيات مع تفشي العنف الذي أفضى المأساة الوطنية.وأكد المتحدث أن حالات التعذيب التي تسجل أحيانا في الجزائر في الوقت الحالي تعد حالات استثنائية، وذلك بفضل وجود آليات وطنية متعددة لمراقبة هذه الظاهرة وردعها، على غرار الآليات القانونية والقضائية وكذا المجتمع المدني، معتبرة بالتالي بان الجزائر ورغم تأخر مصادقتها على البروتوكول الاختياري لمعاهدة الأممالمتحدة المناهضة للتعذيب إلا أنها تقوم بدورها الوقائي في مجال التصدي لظاهرة التعذيب، موضحا في المقابل بان هذا لا يعني بأنها لا تنوي المصادقة على البروتوكول، بل بالعكس تتطلع من جهتها إلى أن يتخذ هذا البروتوكول طابع العالمية مع التحاق الدول الكبرى التي لم تصادق عليه بعد ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، الصين، روسيا والهند.وفي هذا الصدد اعتبر بارة بان أحسن سيناريو يمكن أن تتبعه الجزائر في مسار المصادقة على البروتوكول، هو التوقيع عليه في مرحلة أولية ثم تصادق عليه بعد أن تتوفر كل الشروط لذلك، ومن أهم هذه الشروط حسب المتحدث مصادقة الدول الكبرى المذكورة على هذه الوثيقة