أحيت بلدية منعة الواقعة على بعد 85 كلم عن مدينة باتنة يوم السبت تظاهرة عيد الربيع أو ما يسمى محليا ب"ثافتوث" في أجواء بهيجة ميزتها الرقصات الفلكلورية والألعاب الشعبية العريقة المتوارثة بالجهة أبا عن جد. وتضمنت الاحتفالات بعيد الربيع التي نظمتها جمعية ثافسوث" للتراث مهرجانا شعبيا ضخما انطلق من وسط مدينة منعة بحضور جمع غفير من مواطني المنطقة ومدعوين من مناطق عدة من الوطن تتقدمه فرق البارود والخيالة وكذا الرحابة (فرق فلكلورية بلباس أبيض موحد قندورة و شاش تؤدي أغاني تراثية بالقصبة و البندير). وكانت الجموع تزداد كلما تم الاقتراب من الملعب البلدي الذي اختير هذه السنة لاحتضان مراسم "ثافسوث" التي أعطيت إشارة انطلاقها بقدوم مسنات وهن يحملن على ظهورهن حزما من الأعشاب الخضراء و أغصان إيذانا بدخول فصل الربيع آملين بأن يكون الموسم جيدا. وهي عادة حسبما أكده لوأج السيد بقاقة صالح بن علي (69 سنة) تعود إلى عشرات السنين وتعبر من خلالها نساء الجهة عن ابتهاجهن بقدوم فصل الربيع الذي تنطلق فيه الأعمال الحقلية. والملفت هنا أن الاحتفالات ب"ثافتوث" تدوم حسب المسنة يامنة خليف (75 سنة) التي كانت ضمن المجموعة 7 أيام وليالي وهي فرصة لتجديد العلاقات بين مجموعات النساء للعمل الجماعي في الحقل فيما تدوم بالنسبة للرجال 3 أيام لأنهم في الغالب ما يلتزمون بأشغال أخرى غير الحقول. وعادة ما تستقبل النسوة اللواتي يتوجهن باكرا صباحا كل 14 "فورار" (وهو دخول الربيع في التقويم الأمازيغي) إلى المنطقة الجبلية المجاورة بالأهازيج الشاوية والرقصات والخيل والبارود لتوضع بعدها حزم والأعشاب والنباتات العطرية جانبا ليفسح المجال للعبة "ثاكورث" الشهيرة التي تشبه لعبة الهوكي. ويتلاقف الفريقان المتنافسان ثاكورث (الكرة) المشكلة من بقايا أقمشة قديمة أو حلفاء بأعمدة خشية معكوفة تنجز خصيصا للعبة التي لها قواعدها وقوانينها حسب اللاعبين سواء كانوا نساء أو رجالا. وفي الغالب ما تكون المنافسة المشهورة موعدا لالتقاء أبناء القرى المجاورة وبداية لموسم العمل في الحقول المعروفة بخضرها وفواكهها المختلفة على أن تنتهي الاحتفالات حول أطباق تقليدية شعبية في مقدمتها "الشخشوخة" و "الذيراوي". والمميز في تظاهرة "ثافسوث" سنة 2013 هي الزيارة الموجهة التي نظمت إلى أهم المناطق الأثرية في منعة وفي مقدمتها الدشرة القديمة التي يعود تاريخها إلى 1000 سنة خلت وكذا زاويتها العتيقة.