ماتزال ردود الأفعال إزاء ائتلاف المعارضة السورية متباينة، فقد أشار وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، خلال الاجتماع العربي الأوروبي الثاني بالقاهرة إلى إمكانية الاعتراف بالائتلاف في وقت لاحق، مضيفا أن مسألة الاعتراف الرسمي مرتبطة أساسا بالتأكد من قدرة القيادات الجديدة للكيان المعارض على توحيد صفوف المعارضة، وجاء ذلك عقب اللقاء الذي جمعه مع عدد من قيادات الائتلاف المتواجدين في القاهرة. من جانب آخر، اعتبر فابيوس أن مسألة تسليح المعارضة سابقة لأوانها. وكان الائتلاف المعارض الجديد قد نجح في انتزاع الاعتراف الرسمي من دول مجلس التعاون الخليجي، فيما اكتفت الجامعة العربية بالترحيب بتشكيل الائتلاف، دون الاعتراف الرسمي به على أنه الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري. من جهته، أكد حسن عبد العظيم، الناطق باسم هيئة التنسيق الممثلة لمعارضة الداخل، أن الائتلاف لا يمكنه التغاضي عن بقية مكوّنات المعارضة الموجودة في سوريا، مضيفا أنه لا يصح الحديث عن تشكيل حكومة انتقالية في الفترة الحالية فيما تتواصل إراقة دماء السوريين. أما رئيس ''الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية''، أحمد معاذ الخطيب، فقد اعتبر بدوره أن ''الاعتراف السياسي بالائتلاف يسمح للمعارضة السورية بالحصول على سلاح''. ميدانيا، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر رفعت حصيلة القتلى في العديد من المحافظات السورية، حيث شهدت العاصمة دمشق تجدّد القصف في حي التضامن بمخيّم اليرموك، كما أشارت تقارير إخبارية إلى أن المدن الواقعة على طول الشريط الحدودي مع تركيا تشهد هي الأخرى تجدّد القصف، فيما تحدثت صحف تركية بأن الجيش التركي زاد من التدابير العسكرية، في إشارة إلى حالة التأهب التي أُعطيت للطيران العسكري للتدخل إذا استلزم الأمر لحماية الحدود التركية، فيما أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، استعداد ''الناتو'' للدفاع عن تركيا، العضو في الحلف، ضد أي عدوان يستهدف أراضيها. في الأثناء، أشارت تقارير المنظمات الإنسانية إلى تأثر ما لا يقل عن 5, 2 مليون شخص بالأزمة السورية، مع احتمال ارتفاع هذا الرقم إلى 4 ملايين بنهاية العام الحالي 2012 حسب تقديرات الأممالمتحدة.