تميزت الاحتفالات بذكرى يوم العلم المصادف ل16 أفريل بتنظيم عدة ملتقيات ومحاضرات بمختلف ولايات الوطن تطرقت لسيرة العلامة عبد الحميد بن باديس، وغيره من الشخصيات التاريخية، كما عرفت المناسبة تنظيم تظاهرات ثقافية ومسابقات فكرية لفائدة تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية وفئة المسجونين لتحسيسهم بأهمية التعلم والمعرفة ودورهما في محاربة الجهل والآفات التي تضر بالمجتمع. وعرفت الاحتفالات بيوم العلم بالعاصمة توزيع جوائز تشجيعية على التلاميذ الفائزين في مسابقة الرسم المنظمة تحت شعار ''التكنولوجيا في خدمة العلم''. وبهذه المناسبة أوضح وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد في كلمة ألقاها بقصر الثقافة أن يوم 16 أفريل هو يوم أغر من أيام الجزائر التي أنجبت العلماء والفقهاء الذين تركوا إرثا حضاريا وفكريا يقتبس منه أبناء اليوم خير العلوم والقيم من أجل النهوض والارتقاء بالوطن. مشيرا إلى أن ذكرى وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس تعتبر وقفة لا بد منها لأنها ترمز إلى علم من أعلام الجزائر واجه الاستعمار بقلمه وذكائه وفكره. وأضاف الوزير أن هذه المناسبة تسمح لنا باغتنام الفرصة لتأكيد عزم الدولة على المضي قدما نحو تطوير المنظومة التربوية وضمان الاستفادة من العلم والتربية لكل أبناء الوطن. واعتبر السيد بن بوزيد أن التطور السريع الذي يعرفه العالم اليوم يدفعنا إلى المواكبة الجادة والتحسين المستمر والإبداع في جميع مجالات التربية وتقويم المنظومة التربوية لتكون رائدة في كل جوابنها. وفي هذه الذكرى أكد مشاركون في أشغال ملتقى وطني بقسنطينة أن الإمام عبد الحميد بن باديس يبقى رائدا بأسلوبه الإيجابي في تفسير القرآن الكريم. مشيرين إلى أنه متقدما بعقود عن المفسرين الذين لم يبدأوا في تفسير القرآن وفق الطريقة الإيجابية النظرية والتطبيقية إلا في غضون الثمانينيات وذلك بعده بفترة طويلة. وشرع رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر شفهيا في تفسير الكتاب المقدس للإسلام في عام 1913 قبل أن يستكمله سنة 1939 مستندا إلى عملية منهجية، أخذ من خلالها بعين الاعتبار الحياة اليومية التي توحي له التكيف مع تفسيرات الكلام الإلهي وفقا لواقع ذلك الوقت. من جهتها أحيت الإذاعة الوطنية أول أمس بمناسبة يوم العلم ذكرى الشهيد عبد الحفيظ إحدادن الذي يعد أول مهندس جزائري وإفريقي في العلوم النووية. والأخ الأصغر للأستاذ الجامعي والمؤرخ زهير إحدادن الذي استشهد يوم 11 جويلية 1961 في سماء المغرب إثر تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية التشيكوسلوفاكية التي كان على متنها والتي كانت تقوم برحلة بين براغ وباماكو عبر الرباط. ونوه السيد زهير احدادن أخ الشهيد بالروح الوطنية التي كان يتحلى بها أخوه متذكرا أول مظاهرة شارك فيها يوم 8 ماي 1945 بمنطقة الطاهير قرب جيجل حين كان عضوا بالكشافة الإسلامية الجزائرية قبل أن يروي مساره التكويني في فرنسا ثم بتشيكوسلوفاكيا. وللإشارة فان الشهيد عبد الحفيظ احدادن الذي كان مناضلا ومسؤولا فاعلا في صفوف الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين انخرط في جبهة التحرير الوطني منذ عام 1956 كما ساهم خاصة في تعزيز فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني. وبعد أن تحصل على منحة للدراسة في تشيكوسلوفاكيا من قبل الاتحاد الدولي للطلبة كلف من طرف جبهة التحرير الوطني بربط الاتصالات مع مسؤولي بعض الدول في أوروبا الوسطى وبشراء الأسلحة واستقبال الجرحى. كما أحيت ولاية قالمة بهذه المناسبة أيضا الذكرى ال54 لاستشهاد ابنها البطل سويداني بوجمعة بتنظيم لقاء ثقافي فكري لجعل هذه الذكرى تربط بين التاريخ والعلم لأنها تجمع بين رحيل رائد الإصلاح ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1940 وكذا استشهاد البطل سويداني بوجمعة في نفس اليوم من سنة .1956 وقدمت خلال هذا اللقاء الفكري محاضرات حول سيرة الرجلين ودورهما في الحركة الوطنية تطرقت إلى السيرة الذاتية للبطل منذ ولادته سنة 1922 بمدينة قالمة وحصوله بها على شهادة البكالوريا وانضمامه إلى الكشافة الإسلامية ونشاطه الرياضي ضمن فريق ترجي قالمة ثم انخراطه في النضال ضد المستعمر في المنظمة الخاصة بين قالمة ووهران والجزائر العاصمة إلى غاية استشهاده في حاجز قرب مدينة القليعة. من جانبها نظمت وزارة العدل أمس عدة تظاهرات علمية وتربوية على مستوى جميع المؤسسات العقابية بالمناسبة. وشارك في هذه المبادرة التي تخللتها مسابقات علمية، رياضية، ثقافية وفكرية كالشطرنج والكلمات المتقاطعة بالإضافة إلى مدائح دينية وأناشيد كل فئات المحبوسين.