يسعى مدرب اتحاد الجزائر رولان كوربيس إلى النجاح في المهمة التي فشل فيها سابقيه في النهائيات الاربعة لكأس الجزائر التي جمعت الاتحاد بالمنافس الازلي فريق مولودية الجزائر - المتوج بنهائيات (1971 و1973 و2006 و 2007 ) - من خلال التتويج بنهائي الطبعة ال49 المقرر ليوم الاربعاء بملعب 5 جويلية على الساعة (00ر16). هذا الرهان الذي يرفعه المدرب الفرنسي الذي تولى زمام تشكيلة ابناء "سوسطارة" في نوفمبر المنصرم خلفا للارجنتيني انجر غاموندي, يبقى بمثابة "التحدي الكبير" من خلال شحن كتيبته تحسبا لمقابلة الحسم بالرغم من المشوار الماراطوني الذي قطعته التشكيلة نهاية هذا الموسم التي تتنافس على أربع جبهات (البطولة و كاس الجزائر و الكاس العربية و كاس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم). وقد حرص المدرب السابق لاولمبيك مارسيليا "بلهجة متأسفة" على ابراز ضغط المنافسة بقوله "وجدنا أنفسنا امام برمجة قاسية (...) كنا نأمل في الاستفادة من بعض الامتيازات من قبل الرابطة المحترفة لكرة القدم باعتبارنا فريق يمثل الجزائر على الساحة الدولية لكن لا شيء من هذا حصل". وعليه كانت مسألة الاسترجاع الهاجس الكبير لكوربيس في هذه المرحلة. الامر الذي جعله يحاول في كل مرة يلجأ إلى اجراء تعديلات على التشكيلة الرئيسية في المقابلات الوطنية و الدولية السابقة. ولان المنافسات كثيرة والرهانات اكبر فان ثراء تشكيلة اتحاد الجزائر بالعناصر الجيدة لم يكفيها لسد حاجياتها و لمواكبة وتيرة المقابلات المتقاربة. وقد أجبر ذلك الطاقم الفني على الاستعانة بعناصر من فئة الامال في المواجهة التي جمعت الفريق بقواعده مع شبيبة الساورة (0-0) لحساب الجولة ال25 من بطولة الرابطة المحترفة الاولى. وفي هذا الوقت كانت العناصر الاساسية لاصحاب الزي الاحمر و الاسود منشغلة بعمل خاص للتعود على اللعب على أرضية بالعشب الطبيعي من اجل اعداد العدة كما يجب للموعد الكبير "نهائي كاس الجزائر". " نتائج النهائيات الاربعة السابقة لا تهمني في شيء" وفي هذا السياق, يركز المدرب الفرنسي على تقوية الجانب النفسي للاعبين بتحويل الضغط اكثر على المنافس خاصة وانه يرى أن فريقه سيلعب نهائي كاس الجزائر خارج القواعد امام المولودية التي تستقبل بملعب 5 جويلية طيلة الموسم. هذا الامر يجعلها تتمتع بافضلية. وواصل كوربيس يقول ان العدالة الرياضية تفرض علينا "برمجة نهائي كاس الجزائر في ملعب محايد. ومن غير المعقول اجبارنا على مواجهة منافسنا بميدانه في مقابلة هامة مثل هذه". وبالرغم من تواجد فريق الاتحاد على عدة جباهات الا ان المدرب السابق لمنتخب النيجر عازم عل توظيف جميع اوراقه من اجل الخروج غانما من نهائي كاس الجزائر. ومن هنا يأتي وعي مدرب اتحاد الجزائر بان فريقه و المناصرين لا يرغبون ابدا في عيش خيبة أخرى بعد الفشل في النهائيات الاربعة السابق التي جمعت الفريق بمولودية الجزائر. "هذه المواجهة خلقت بين الاخوة الاعداء عقدة لفريق الاتحاد الذي لم يتمكن لغاية الآن من اجتياز عقبة المولودية في المقابلة النهائية". غير أن كوربيس المعروف بحنكته لا يريد اعطاء هاته الاحصائيات اهمية كبيرة في محاولة منه "لتحرير" لاعبيه من معطيات مثل هذه التي تبقى على صحتها "تاريخية" وقابلة للتغيير يوم الفاتح ماي المقبل. وقال " نتائج النهائيات الاربعة السابقة لا تهمني في شيء (...) فحتى وان كان اتحاد الجزائر هو الذي فاز بتلك النهائيات فان الامر سواء بالنسبة لي لان الحقيقة ستكون فوق الميدان يوم الاربعاء,". و الاكيد انه بالاضافة إلى التحدي الكبير لازاحة "شبح المولودية" فان الرهان الكبير لكوربيس يوم الاربعاء هو التتويج باول كاس له كمدرب بعد ان خسر نهائي الرابطة الفرنسية لكرة القدم مع نادي بوردو في موسم 1996-1997.