كان الجمهور ليلة أمس الخميس إلى الجمعة بطلا بدون منازع للسهرة الرابعة للمهرجان الوطني للموسيقى الحالية في طبعته الثامنة بقالمة الذي لم يتردد في إظهار اعتزازه بوطنيته وذلك في أجواء احتفالية بالذكرى ال51 لعيدي الاستقلال والشباب التي أضاءتها الألعاب النارية. وأهم ما ميز تلك السهرة هو الإقبال القياسي للجمهور بالملعب البلدي "علي عبده" الذي يحتضن فعاليات المهرجان منذ الفاتح من جويلية الجاري. وكان الجمهور من مختلف الأعمار نساء ورجالا وعائلات جاؤوا كلهم للمشاركة في الأجواء الحماسية تواصلت إلى غاية فجر اليوم. وكانت الساعة الصفر (منتصف الليل) موعدا خاصا يتدفق بالمشاعر الوطنية التي نبضت بها قلوب كل الحاضرين الذين وقفوا ورددوا النشيد الوطني صوتا واحدا منتصف الليل ليفتح المجال للهتافات الجماعية المصحوبة بالزغاريد من الشباب والعائلات الحاضرة والتي تغنى فيها الجميع بحب الوطن. أما من الناحية الفنية فقد نالت الأوركسترا الوطنية لباربيس بفرنسا حصة الأسد من البرنامج المسطر للسهرة التي تأخر انطلاقها بسبب الترتيبات المتعلقة بحضور سلطات الولاية بعد إدراجها ضمن المراسم الرسمية للاحتفال بعيد الاستقلال. وقد استهلت فرقة الأوركسترا الوطنية لباربيس برنامج السهرة وأدت على مدار ما يقارب ساعة ونصف من اعتلاء المنصة عدد كبير من أغانيها القديمة والجديدة والتي تميزت بمزيج موسيقي بين العديد من الأنواع والايقاعات الجزائرية منها الراي والقناوي والقبائلي وكذا المغربي إلى جانب الموسيقى الغربية. أما باقي البرنامج فقد شارك فيه كل من الفنانة الشابة داود نور الهدى إحدى الاكتشافات المحلية من برنامج "ألحان وشباب" التي أعادت مجموعة من الأغاني في الطابع العاصمي العصري وكذا الفنان سليم الشاوي من سكيكدة في الأغاني التراثية والزاهي شرايطي في الطابع النايلي. وتتضمن سهرة اليوم الجمعة ما قبل الأخيرة من هذه التظاهرة طبقا فنيا ثريا يقدمه كل الشاب أنور من تلمسان وراضية عدة من الجزائر العاصمة والشابة هاجر من قسنطينة وفرقة محلية من قالمة.