حضرت كل الطبوع الغنائية ليلة الأربعاء إلى الخميس في السهرة الثالثة من المهرجان الوطني للموسيقى الحالية في طبعته ال8 بقالمة من خلال طبق فني تواصل إلى الساعات الأولى من فجر اليوم و كانت بدايته بالراب ونهايته بالراي. ولم يخيب الفنانون المشاركون في إحياء سهرة أمس آمال أفواج الشباب والعائلات وحتى الأطفال المتوافدين على مدرجات الملعب البلدي علي عبده الذي يحتضن التظاهرة من الفاتح جويلية الجاري لغاية ال6 من نفس الشهر فكان الموعد مع الرقص وسط ظروف تنظيمية وأمنية جيدة. و إذا كان الكثير من الحاضرين في تلك السهرة وخاصة من عشاق الراي قد أكدوا قبل بدايتها بأنهم جاؤوا خصيصا من أجل "الشاب حسان" الذي أصبح يقيم بفرنسا إلا أن "التوابل" الجميلة التي حملتها أغاني وأداء بقية الفنانين جعلتهم يتفاعلون مع كل الأغاني وبدون استثناء حسبما لوحظ. وكانت السهرة مناسبة لاكتشاف فرقة "فريكلان" من الجزائر العاصمة التي "أمتعت" و"أبهرت" و"نصحت" في مجموعة من الأغاني الاجتماعية والعاطفية باللغات العربية الدارجة والفرنسية وحتى الانجليزية ومنها أغنية "الغربة" التي تجسد معاناة الشباب الباحثين عن السعادة خارج أرض الوطن وفي المقابل تذكرهم بأنه لا سعادة إلا في بلادهم وكذا أغنية "يا بنت السلطان في البر والاحسان". والأجمل في "فريكلان" هو الموسيقى الخفيفة التي تمزج بين القناوي والروك والجاز العصري والأداء القوي للفنان " شمسو" الذي صرح بعد الحفل بأن فرقته التي أنشئت سنة 2007 تستعد لإصدار ألبوم خلال الأيام المقبلة". كما كان الموعد أيضا مع الموهبة الصاعدة "سمية" من قالمة التي تفاعل معها الجمهور بعدما رحلت به بين مختلف ربوع الوطن فغنت له العاصمي والشاوي والسطايفي والقبائلي كما استحضرت أيضا بعض الأغاني ذات الشعبية الكبيرة ومنها "يا صالح يا صالح " وعينيك ملاح". و جاء دور الشاب حسان صاحب الصوت الرايوي القوي ليختتم السهرة فأطرب الجمهور إلى غاية الفجر وردد معه أغانيه التي بدأها ب"غير هي اللي ما نخليهاش " و"شوفوها" و "ما يخلينيش قلبي " وغيرها. وسيكون الموعد اليوم في السهرة الرابعة متميزا وفقا لما أفاد به المنظمون كونه يتزامن مع ليلة الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب التي تم التحضير لإضاءتها بالألعاب النارية على أنغام طبق تتقدمه الأوركسترا الوطنية لباربيس بفرنسا.