أضفت الجمعيتان الموسيقيتان "الجزيرة" من الجزائر العاصمة و "النور" من ميلة سهرة الثلاثاء في إطار سابع سهرات المهرجان الثقافي الوطني للمالوف جميع معاني الأناقة و البراعة في أداء هذا الطابع الموسيقي. و على مدار ساعة من الزمن أمتع الأعضاء ال18 للقسم العالي لفرقة "الجزيرة" الذين كانوا يرتدون أطقما تقليدية عشاق موسيقى المالوف الذين حضروا إلى قصر الثقافة مالك حداد من خلال نوبة "رصد الذيل" حيث يمتزج إيقاع الكمان مع القيثارة مع المندولين و العود مع حضور الكلافيي "بشكل غير مألوف" تحت قيادة بشير مازوني. و أكد لسيد مازوني لوأج ان جمعية "الجزيرة" تمكنت من جلب "لمستها الخاصة" من خلال إدخال الكلافيي مضيفا أن الفرقة "تعمل على التعبير عن الموسيقى الأندلسية من خلال نهج جديد يمكنها من اكتساب بعد ثقافي و فني آخر من خلال الحفاظ على أصالتها و معالمها الثقافية". و حسب السيد مازوني فإن الثلاثي الذي يشكل هذه الفرقة التي تأسست في 2003 أضحى مدرسة تكوين حقيقية حيث يدرس بهذه الجمعية في الوقت الراهن 200 تلميذ موزعين على 5 مستويات بدءا من قسم المبتدئين إلى القسم العالي مضيفا بأن الفرقة تهدف إلى "إضفاء طابع عالمي للموسيقى الأندلسية من خلال إدخال آلات موسيقية جديدة لا تشوه روح هذا الطابع الموسيقي". و أدى الجزء الثاني من السهرة "جمعية النور للموسيقى الأندلسية" القادمة من ولاية ميلة و التي أسر أعضاؤها الجمهور بأداء عذب من خلال نوبة "رمل الماية" حيث فسح المجال لآلات العود و الكمان و الرباب. و تأسست هذه الجمعية في 2005 من طرف بعض المولعين بموسيقى زرياب بميلة و تضم 20 موسيقيا ما بين مطربين و عازفين حيث مثلت هذه الفرقة ثقافة منطقة ميلة في مختلف التظاهرات المحلية و الوطنية لاسيما الطبعات الخمس الأخيرة للمهرجان الوطني للمالوف بقسنطينة. و شكلت السهرة السابعة للمهرجان الوطني للمالوف فرصة للمنظمين لتكريم الشيخ قدور درسوني و هو عازف و أحد أساتذة المالوف القسنطيني و يعد أحد أهم من نقلوا النوبة الأندلسية. و ستتواصل سهرات المهرجان الوطني للمالوف إلى غاية يوم غد الخميس من خلال فرق موسيقية أخرى تتنافس للظفر بإحدى الجوائز الثلاث الأولى و هي المنافسة التي ستسمح باختيار الفرق التي ستمثل الجزائر في المهرجان الدولي المقبل للمالوف المزمع في الخريف المقبل. و يعد وضع برنامج جواري ل"نقل" سهرات هذا المهرجان نحو مختلف بلديات الولاية من بين الأمور الجديدة في هذه الطبعة التي تسعى أن تكون "مفتوحة" و "في خدمة جميع سكان قسنطينة" حسب ما علم من محافظة المهرجان.