لا زالت فكرة التدخل العسكري الفرنسي في سوريا من اجل "معاقبة" نظام هذا البلد الذي تزعم البلدان الغربية قيامه باستعمال ا لاسلحة الكيماوية ضد المدنيين تثير معارضة الطبقة السياسية اليوم الاربعاء. اذا كان الحزب الاشتراكي (الحاكم) و الاتحاد من اجل حركة شعبية (اليمين - معارضة) يؤيدان تدخلا عسكريا في سوريا حتى دون موافقة الاممالمتحدة فان احزاب المعارضة الاخرى لم تركب الموجة متهمة فرنسا كونها "تدور في فلك" الولاياتالمتحدة. في هذا الصدد اكد رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ الفرنسي ونائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السورية فيليب ماريني الذي حتى وان كان ينتمي الى الاتحاد من اجل حركة شعبية قد حذر من خطر "زعزعة" استقرار الشرق الاوسط متاسفا لكون الحكومة الفرنسية الحالية "تابعة و ليس لديها روح النقد". من جانبه دعا النائب نيكولا ديبون اينيان الرئيس الفرنسي الى عدم المشاركة في تدخل عسكري سيكون -حسب رايه- مغامرة مجهولة العواقب" مؤكدا ان "ما يتم التحضير له في سوريا سيكون له نتائج خطيرة على الصعيد العالمي" مضيفا "ان كل المحاولات الغربية لفرض الديموقراطية بالقوة قد كان مالها الفشل". اما جون لوك ميلونشون رئيس حزب اليسار فقد اعتبر ان تدخلا عسكريا "سيكون خطا فادحا و ربما مرحلة متقدمة في حرب اكثر اتساعا من تلك التي رايناها في تلك المنطقة". كما اضاف ان "للامريكيين العادة في استعمال اي شكل من الحجج لتبرير اي تدخل عسكري" موصيا ب"ضبط النفس" و العمل على ايجاد "حل سياسي". في هذا الصدد اشار الامين الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي في رسالة وجهها الى الرئيس الفرنسي الى ان تدخلا عسكريا لامريكا و حلفائها "سيشكل اليوم درجة اخرى في التصعيد" مضيفا ان "قصف سوريا سيكون بمثابة اضافة حرب الى حرب مما قد يؤدي الى اشتعال المنطقة باسرها" معربا عن امله في "عقد اجتماع عاجل لاطراف الصراع و القوى الاخرى المعنية". و كان قادة حزب الخضر قد طلبوا في بيان لهم من الحكومة الفرنسية و الاتحاد الاوروبي ب"حماية المدنيين" دون الاشارة الى امكانية تدخل عسكري. اما رئيسة الجبهة الوطنية فقد اعتبرت ان مشاركة فرنسا في "قرار متسرع مبني على "فرضيات (...) سيربط فرنسا من جديد بالولاياتالمتحدة". و سبق للرئيس الفرنسي هولاند أن اعلن يوم الثلاثاء الفارط امام ندوة السفراء الفرنسيين في الخارج ان قرارا حول عمل عسكري في سوريا سيتم اتخاذه "خلال الايام المقبلة" مضيفا ان فرنسا "على استعداد لمعاقبة اولئك الذين اتخذوا القرار الخطيرباستعمال الغاز الكيميائي ضد الابرياء" في سوريا.