سفيرا سوريا في الإمارات وقبرص ينشقان.. و150 مراقبا ينسحبون ^ موسكو ترفض معاقبة دمشق وتنتقد واشنطن وكلينتون تدعو للنظر بمرحلة ما بعد الأسد كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية «روسي» في لندن الاربعاء ، أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سوريا يجري تنفيذه حاليا في عواصم غربية وتركيا والأردن. وقال التقرير إن هذا التحرك «تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سوريا من الانتقال إلى دول الجوار». واستبعد التقرير احتمال القيام بغزو على نطاق كامل، مرجحا «عملا محدودا لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري، مضيفا أن الآثار الأوسع نطاقاً المترتبة على العنف داخل سوريا «تثير الآن قلق الدبلوماسيين أكثر من البؤس البشري داخل البلد، كما أن هذه الهموم تجعل الغرب يعيد النظر في إستراتيجيته الراهنة بعدم التدخل». وأشار إلى أن مشكلة احتواء الأزمة في سوريا ومنعها من توسيع دائرة العنف وتفتيت الدول المجاورة وإثارة حتى الغزوات عبر الحدود «هي الآن أكثر إلحاحا من تخفيف حدة العنف داخل سوريا، بعد أن صارت مهيئة لتنافس بالوكالة». واقترح التقرير المعهد الملكي بأن إيرانوروسيا «قد تكونا مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة». وفي الأثناء، انشق أمس، سفير سوريا في الإمارات عبد اللطيف الدباغ، ولحق بزوجته القائمة بالأعمال السورية في قبرص لمياء الحريري التي انشقت مساء أول أمس وسافرت إلى قطر. وكانت السلطات الإماراتية طردت السفير السوري في أبو ظبي في فيفري الماضي. وسبق للمعارضة أن تحدثت عن مشاورات أجراها الدباغ مع أعضاء في المعارضة قبل إعلان انشقاقه. وتعرض النظام السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية، لعدة هزات من الداخل، بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس وذهابه إلى قطر، ومن ثم انشقاق العميد مناف طلاس وسفره إلى فرنسا، وهو المعروف بعلاقته وقربه من الرئيس السوري بشار الأسد. من ناحية أخرى، قالت روسيا إنها حصلت من سوريا على «تأكيدات قوية»، بأن الأسلحة الكيماوية السورية «مؤمنة تماما». وتتزايد المخاوف في إسرائيل من احتمال أن تقع هذه الأسلحة في أيدي «مجموعات معادية» من بينها حزب الله اللبناني، في ظل تردي الأوضاع الأمنية في سوريا. وتشير تقديرات إلى أن لدى سوريا واحدا من أكبر المخزونات الكيماوية في المنطقة. وجاءت تصريحات مقدسي بينما تتواتر التحذيرات الأمريكية والغربية لدمشق من التقاعس عن تأمين مخزونها من الأسلحة الكيماوية. وأعلنت روسيا، في تطور آخر رفضها للعقوبات الأوروبية الجديدة المفروضة على سوريا ووصفتها بأنها «حصار بري وبحري.. سيأتي بنتائج عكسية». بالتزامن مع ذلك، انتقدت روسيا عدم إدانة الولاياتالمتحدة الأميركية لتفجير مقر قيادة الأمن القومي بدمشق مؤخرا، وقالت إن ذلك «تبرير مباشر للإرهاب». ودانت الخارجية الروسية العقوبات الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي بحق سوريا، وتنص على تعزيز إجراءات حظر الأسلحة التي تنقلها السفن والطائرات. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم إدانة واشنطن لتفجير مقر قيادة الأمن القومي بدمشق مؤخرا الذي أودى بحياة عدد من قيادات الجيش السوري. وفي المقابل، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى النظر في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد، لكنها أوضحت أنه لم يفت الأوان بعد أمام الأسد لبدء التخطيط لعملية انتقال سياسي في سوريا ووقف العنف. وفي تسارع للأحداث، غادر 150 عنصرا من بعثة المراقبة الدولية المكلفة بالتحقق من وقف أعمال العنف في سوريا. وقال مراقبان رفضا الكشف عن اسميهما في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية «غادر 150 مراقبا سوريا أمس واليوم ولن يعودوا»، موضحين أن هذه الخطوة «تأتي بعد قرار بتخفيض عدد أفراد البعثة إلى النصف».