تبذل ولاية النعامة التي تستعد يوم الثلاثاء لإستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال في إطار زيارة عمل و تفقد, مجهودات معتبرة لتحقيق تنمية أكبر من خلال اطلاق العديد من المشاريع تم تسطيرها لفائدة سكان هذه المنطقة الفلاحية والرعوية بامتياز. و قد شملت هذه المشاريع عدة قطاعات ذات علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين و بالنشاطات التي تمثل مصدر دخلهم على غرار تربية الدواجن والماشية و النحل وغرس الأشجار المثمرة. و قد تم في هذا الإطار تسطير برامج للدعم الفلاحي لفائدة الفلاحين والمربين و دعم المستثمرات الناشئة بغرض الحفاظ على الموارد الطبيعية و تثمين المنتوجات الفلاحية و تنويعها و تنمية الفضاءات الريفية بالولاية و هو ما مكن من تحقيق كميات معتبرة من مختلف المحاصيل الفلاحية. الأرض لمن يخدمها....شعار يتمسك به مواطنو النعامة و تدعمه السلطات ترتقب مديرية المصالح الفلاحية أن يبلغ إنتاج ولاية النعامة من الحبوب خلال حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي سقف 56.592 قنطارا أغلبها من الشعير. و تقدر المساحة المزروعة بالحبوب المتوقع حصادها بهذه الولاية ب5.650 هكتار حيث ينتظر أن يصل معدل مردود الحبوب على مستوى الولاية مع نهاية الموسم إلى 10 قناطير في الهكتار الواحد. من جانبه عرف نشاط تربية النحل "إنتعاشا" خلال السنوات الأخيرة سيما بأرياف جنوب الولاية حيث يتوقع إنتاج ما يعادل 50 قنطارا من العسل الصافي بولاية النعامة خلال الموسم الفلاحي الجاري و هو ما سيمثل زيادة تفوق 50 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط. ويأتي هذا الإنتاج المتوقع من العسل بعد أن تضاعف عدد مربي النحل بالنعامة بشكل ملحوظ حيث انتقل من 41 مربي إلى 83 مربيا خلال الموسم الفلاحي المنقضي (2011-2012) منخرطا في شعبة تربية النحل. أما في مجال تربية المواشي فقد تمت برمجة إنجاز 10 مواقع لتربية البقر الحلوب بغرض تحديث وتنمية هذا النشاط. كما ستمكن مشاريع الدعم الفلاحي أيضا من مرافقة الفلاحين سيما الصغار من الشباب المستفيدين من أراضي الإستصلاح لتوسيع زراعة الأشجار المثمرة من خلال دعم يقدم لغرس 160 هكتار من أشجار الزيتون عبر بلديات عين بن خليل و البيوض و 10 هكتارات من النخيل ببلدية مغرار إضافة إلى دعم موجه لإقامة البيوت البلاستيكية في إطار تنمية زراعة الخضروات غير الموسمية بالمناطق السهبية. جهود متواصلة لربط النعامة بشبكة الكهرباء والغاز الطبيعي و على صعيد آخر يتعلق بترقية الواقع المعيشي لسكان الولاية تتواصل الجهود التي ما فتئت تبذل منذ 1999 لربط معظم مناطق الولاية بشبكة الغاز الطبيعي والتي سمحت بربط زهاء 30 ألف سكن على طول شبكة ب800 كلم حيث استهلكت هذه العمليات غلافا إجماليا فاق 7ر4 مليار دج مثلما توضحه مديرية الطاقة و المناجم. و من المبرمج خلال هذه السنة بولاية النعامة ربط عدة مجمعات سكنية بشبكة توزيع الغاز الطبيعي وهي عملية مدرجة ضمن البرنامج الوطني للتموين الطاقوي خصص لها أكثر من 500 مليون دج. و يرتقب أن تصل نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي بعد تجسيد هذا البرنامج إلى حوالي 91 بالمائة مع نهاية هذه السنة . أما فيما يخص الربط بشبكة الكهرباء فقد جرى ربط 467 منزلا تقع بالتجمعات الريفية لولاية النعامة بشبكة الكهرباء وفقا للمشروع المسجل ضمن برنامج 2011 لصندوق الهضاب العليا و المخصص لقطاع الفلاحة و التنمية الريفية. وتندرج هذه العملية ضمن المرحلة الأولى من البرنامج الذي شرع في تجسيده منذ سنتين و الرامي كذلك إلى مد 152 كلم أخرى من خطوط الكهرباء موصلة ب 19 مركز للتوزيع الكهربائي عبر الجهات الريفية للولاية حيث أعطيت الأولوية للمناطق الفلاحية ذات القدرات الإنتاجية العالية. ويتوخى مسؤولو القطاع في إطار برنامج سنة 2013 الجارية إنجاز 120 كلم لتوصيل المناطق الريفية التي لم تستفد بعد من الكهرباء الريفية ضمن البرامج السابقة سيما المحيطات الفلاحية المنشأة حديثا و التي يجري دعمها أيضا بمشاريع جوارية في التنمية الريفية لمساعدة السكان على تحسين ظروف معيشتهم . و في نفس السياق يجري التحضير لتثبيت 400 وحدة مولدة للطاقة الشمسية لربط المساكن البعيدة والمعزولة في الجهات الريفية النائية. تطوير الصحة والإتصالات والحماية من الفيضانات محاور أخرى في صلب البرامج التنموية للولاية سيتعزز قطاع الصحة بولاية النعامة قبل نهاية السنة الجارية بهياكل صحية جديدة ستساهم في تحسين الخدمات الصحية المتخصصة وتقريبها من قاطني المناطق النائية حيث من المتوقع استلام أغلب هذه المرافق الجديدة التي تسجل نسبة جد "متقدمة" في الأشغال مع مطلع السداسي الثاني من العام الجاري حسب ما أكدته مديرية الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات. و من بين هذه المشاريع مدرسة جديدة للتكوين في مجال شبه الطبي بمقر عاصمة الولاية و مستشفى بطاقة 120 سرير و مركز للأشعة الطبية ببلدية المشرية. أما في قطاع الإتصالات فمن المرتقب تجسيد ربط القرى النائية بهذه الولاية بشبكة الألياف البصرية قبل نهاية السداسي الأول من 2013 حيث كان وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام والإتصال موسى بن حمادي قد سبق له و أن أكد أن هذه العملية تندرج في إطار المخطط الوطني (2013-2015) الرامي ضمن أهدافه المتعددة إلى "تحسين نوعية" خدمات القطاع بشقيها البريدية و الإتصالات عبر التجمعات السكنية الصغيرة والمناطق المتباعدة بالجنوب الشاسع. و لحمايتها من الفيضانات استفادت ولاية النعامة ضمن البرنامج الخماسي الجاري (2010-2014) من دراسة تهدف إلى إنجاز مخططات لتحديد كمية الأمطار المتساقطة و المياه المستعملة كفيلة بحماية المدن والتجمعات السكنية من ارتفاع منسوب مياه الوديان الذي يشكل خطرا على المناطق العمرانية على غرار أودية "البريج" و "المويلح" و"تيركونت" و "الحرمل" و "ليتيمة "و "مكثر" و "فوناسة" و غيرها حسب ما أفادت به مديرية الموارد المائية. للإشارة تتشكل النعامة التي تمخضت عن التقسيم الإداري الأخير من سبع دوائر تضم 12 بلدية وتمتد هذه الولاية الواقعة بين الأطلس التلي والأطلس الصحراوي على مساحة تقدر ب29.514,14 كلم2 . و قد بلغ عدد سكان النعامة مع نهاية 2010 نحو 225.530 نسمة.