جددت عديد من الدول يوم الخميس دعوتها الى الالتزام بالإجراءات السياسية والسلمية لحل الازمة السورية محذرة من تداعيات الضربة العسكرية التي تنوي الولاياتالمتحدةالأمريكية توجيهها الى سوريا فيما أكدت دمشق إستعدادها لأي عمل عسكري محتمل ضد اراضيها . وأعتبر الكاتب المصري محمد حسنين هيكل إن الضربة العسكرية التي تنوي الولاياتالمتحدةالأمريكية توجيهها الى سوريا "لن تكون محدودة بل هي حرب تبدأ بصاروخ وتنتهي بما لا يقل عن تغير الشرق الأوسط إن لم يكن النظام العالمي". وقال هيكل في مقال تحليلي نشر بالقاهرة بعنوان "سيناريو الحرب على سوريا وأهدافها" ان "الكل يعرف ان سوريا أضحت هدفا أمام العدوان الأمريكي الغربي المتجدد على المنطقة بعد أفغانستان طالبان وعراق صدام حسين"مشيرا الى ان سوريا مستهدفة بسبب انها "محور المقاومة والممانعة". وحذرت روسيا من ان توجيه ضربة عسكرية الى سوريا قد يكون له وقع الكارثة اذا أصاب صاروخ مفاعلا نوويا صغيرا للابحاث قرب دمشق يحتوى على يورانيوم مشع. ودعت وزارة الخارجية الروسية الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة الى تقييم المخاطر على وجه السرعة حيث أن الولاياتالمتحدة تبحث توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ان قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري في سوريا بدون موافقة الأممالمتحدة سيكون "عدوانا" و"ان ما يفعله مجلس الشيوخ الأمريكي الآن تشريع للعدوان". وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وافقت امس على مشروع قرار يتيح توجيه ضربة عسكرية لسوريا. ووافقت اللجنة في خلال اليوم الثاني لجلسة الاستماع لوزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس الأركان مارتن ديمبسي بغالبية 10 أصوات مقابل 7 على مشروع قرار يتيح للجيش الأميركي توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وسيحال المشروع الأسبوع المقبل للتصويت من قبل مجلس الشيوخ بأكمله. وفي فرنسا لا زال خيار التدخل العسكري في سوريا الذي اعلن عنه مؤخرا الرئيس الفرنسي هولاند يقسم الطبقة السياسية الفرنسية خلال نقاش دون تصويت تحت قبة البرلمان الفرنسي. وأكد الناطق الرسمي لكتلة الحزب الاشتراكي (في السلطة) بالجمعية الفرنسية تيري موندون انه "من غير الممكن غض الطرف" عن الهجوم الاخير بالغاز الكيماوي ضد السوريين الذي تم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عنه و ان التدخل العسكري بشكل "فردي" لا يحظى بالاجماع سيما لدى المعارضة. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كى مون قال ان استخدام القوة غير قانوني الا دفاعا عن النفس أو بتصريح من مجلس الامن الدولي في تصريح يشكك في قانونية الخطة الامريكية لشن عملية عسكرية ضد سوريا دون تأييد من الاممالمتحدة. وأشار الامين العام الاممي أيضا الى أن أي هجوم أمريكي قد يؤدي الى المزيد من الاضطرابات في سوريا . و جددت الصين اليوم دعوتها الأطراف المعنية في الشأن السوري إلى "الهدوء" والالتزام بالإجراءات السياسية.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي إن "توجيه عمل عسكري أحادي يتعارض مع القانون الدولي والأعراف الاساسية للعلاقات الدولية" مؤكدا أن ذلك "سيعقد القضية بالإضافة إلى استفحال عدم الاستقرار الإقليمي". فيما أكدت مجموعة الحكماء الدولية التي يقودها الامين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان امس الاربعاء انها تعارض لتدخل العسكري في سوريا داعية كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة لانتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة عن استخدام الأسلحة الكيماوية ومداولات مجلس الأمن الدولي قبل استخلاص النتائج واتخاذ قرار بشأن مسار العمل. و من بين اعضاء هذه المجموعة رئيسا الولاياتالمتحدة و ايرلندا السابقان جيمي كارتر و ماري روبينسون و كذا اسقف جنوب افريقيا ديسموند توتو. كما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده لن تكون جزءا من أي هجوم على سوريا معتبرا في الوقت ذاته أن استخدام السلاح الكيماوي " تهديد للأردن لا يمكن تجاهله". من جهتها جددت الأرجنتين على لسان رئيستها كريستينا كيرشنر رفضها لأي عمل عسكري ضد النظام السوري المتهم من طرف واشنطن وحلفائها باستعمال أسلحة كيميائية يوم 21 اوت الماضي في هجوم على منطقة الغوطة بضواحي دمشق وقتل المئات من المدنيين. وفي لبنان أكد الرئيس العماد ميشال سليمان رفضه التدخل العسكري الاجنبي في سوريا مدينا في الوقت نفسه "استعمال السلاح الكيمياوي لابادة الناس" داعيا كافة الجهات في الداخل والخارج إلى عدم توريط بلاده في الأزمة السورية . -دمشق تؤكد إستعدادها لأي عمل عسكري ضد أراضيها- وأكدت الرئاسة السورية اليوم إستعداد دمشق لأي عمل عسكري محتمل ضد اراضيها من طرف واشنطن واعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان "أن الهجوم العسكري المحتمل ليس ضربة عسكرية فحسب إنما هو عدوان ضد كل القوانين وميثاق الأممالمتحدة "مؤكدة إستعداد بلادها للدفاع عن أراضيها ضد أي عمل عسكري محتمل. - الأزمة السورية تتصدرقمة العشرين - وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيشارك في اجتماعات مجموعة العشرين التي ستعقد قمتها اليوم وغدا الجمعة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية حيث ستتصدر الأزمة السورية أجندة هذه اللقاءات. ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف قوله ان"الإبراهيمي سيشارك في اجتماعات قمة العشرين التي يشارك فيها أيضا أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون". وشدد بان كي مون على أن ممثلي مجموعة العشرين يجب أن يشاركوا في المشاورات بشأن تسوية الوضع بسوريا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بان كي مون الذي وصل الى مدينة سان بطرسبورغ الروسية امس للمشاركة في أعمال قمة العشرين قوله "إن مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسوريا قد يعقد في شهر اكتوبر القادم".