شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة معاقبة النظام السوري على خلفية استعماله السلاح الكيماوي في غوطة دمشق، محذرا من التهاون في معالجة هذه المسألة، الأمر الذي يمنح للأسد فرصة إعادة الكرة مستقبلا والاستمرار في إبادة شعبه باستعمال السلاح المحظور، فيما جدّدت أنقرة تحالفها التطوعي واللامشروط مع واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية لجارتها سوريا. قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، إن الحكومة السورية لن تتوانى في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبها مجددا إذا عدلت الولاياتالمتحدة عن القيام بعمل عسكري ضدها. وأضاف كاميرون أمام البرلمان خلال جلسة الأسئلة والأجوبة الأسبوعية. أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما محق في توجيه تحذير واضح للرئيس السوري بشار الأسد بشأن الأسلحة الكيميائية، مشيرا إلى أن السلطات السورية تجاوزت الخط الأحمر ويجب أن تعاقب. وجدّد كاميرون عدم مشاركة بريطانيا في أي عمل عسكري ضد سوريا بعد، وطالب بضرورة تبني الدول موقفاً حازماً وموحدا تجاه استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية. كما جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، دعم تركيا لأي تحالف دولي ضد سوريا دون الإشارة الى اشتمال دعمه على العمل العسكري. وقال أردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ إن بلاده مستعدة للمشاركة تطوعيا في كل أشكال التحالفات ضد الأسد. إلى ذلك ناشد رئيس مجلس الشعب السوري، جهاد اللحام، البرلمانيين الفرنسيين رفض أي عمل إجرامي متهور بحق سوريا، منددا بالضربة العسكرية المحتملة على بلاده. وقال اللحام إن البرلمانيين السوريين مصممون على كشف حقيقة ما حصل فعلا في ريف دمشق يوم الواحد والعشرين أوت الماضي، وحمل رئيس مجلس الشعب السوري الرسالتين التي وجههما إلى رئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسيين مسؤولية الحملة العسكرية المحتملة على سوريا وتداعياتها الإنسانية. على صعيد آخر قررت الحكومة الإسرائيلية تخفيف حالة الطوارئ في منطقة الشمال بعد إرجاء الخطر الأمريكي على دمشق، حيث أصدر رئيس أركان الجيش بيني غانتس أوامر للجنود بالعودة إلى الوضع الطبيعي والسماح للاحتياط وجنود الخدمة النظامية بقضاء عطلة رأس السنة العبرية. وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي فإن سبب انخفاض مستوى الاستعداد في المنطقة الشمالية يعود إلى مشاورات مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن الضربة المرتقبة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ستقوم بإطلاع إسرائيل بموعد الضربة وطبيعتها. يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حصل على تأييد أعضاء كبار في الكونغرس منهم جمهوريون الذين دعوه إلى توجيه ضربات محدودة إلى سوريا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية نفذّ ضد مدنيين، وأعلن زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أنهم توصلوا لاتفاق أول أمس على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية في سوريا في انتظار ما يسفر عنه تصويت اللجنة يوم أمس.