أخفقت جماعة الإخوان المسلمين للأسبوع الرابع على التوالي في حشد انصارها في الشارع المصري أمس في مظاهرات استذكار أحداث فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي برابعة العدوية والنهضة في 14 أوت الماضي والتي خلفت سقوط مئات القتلى . وقد سجلت خلال هذه المظاهرات وللاسبوع الثاني على التوالي مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والاهالي في اكثر من محافظة سقط خلالها قتيلين وعشرات الاصابات ما يكشف "العدائية" المتنامية داخل المجتمع المصري ضد الاخوان المسلمين الذين تحملهم قوى سياسية ووسائل الاعلام المحلية المسؤولية عن تردي اوضاع البلاد وتزايد أعمال الارهاب منذ عزل مرسي في 3 جويلية الماضي. ويحذر خبراء امنيون من ان استمرار التعامل الامني والاعلامي مع جماعة الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي عموما دون محاولة استيعابهم في العلمية السياسية من شانه ان يدفع اليأس بانصارهم الى التخلي عن الفكر الاصلاحي و الايمان بجدوي عملية التغيير الديمقراطي والاتجاه نحو تبني الفكر المتطرف لا سيما في ظل توقعات العديد من المتابعين لتنظيم الاخوان ان الوضع الحالي سمح لجناح القطبيين / المتبنين لفكر السيد قطب المتشدد / من السيطرة على ادارة العديد من مراكز القيادة داخل الجماعة بعد اعتقال القيادات السابقة وهو ما يفسر حسبهم تنامي الخطاب والسلوك المتشدد الذي اصبح يطبع مواقف الجماعة خلال الاحداث الاخيثرة التي تشهدها البلاد. ويقول الباحث بمركز النيل للدراسات السياسية والاستراتيجية / احمد بان/ في اجابته على سؤال حو ما اذا كانت البيئة الحالية في مصر ستساعد على افراز جماعات جديدة تتبنى "الفكر الجهادي" انه "مالم ينخرط النظام السياسي في اتسيعاب الاخوان فهو يدفع لانتاج نسخ جديدة من الاسلاميين اكثر ميلا للعنف واقل قدرة على التكيف مع مخرجات الديمقراطية والدولة الحديثة". ويرى مراقبون ان محاولات السلطة لاستيعاب الاخوان في اطار البوتقة الجديدة لما بعد 30 جوان قد فشلت على ما يبدو حتى الان سواء بسبب موقف الاخوان المتشبت برفض أي حوار لا ينطلق من مبدء عودة الشرعية او بسبب لجوء اطراف في السلطة الى ممارسات ميدانية زادت من تطرف مواقف الاخوان وعموما لم تنتهز قيادات الاخوان فرصة الوساطات التي قامت بها وفود اوربية وامريكية وخليجية خلال شهر جويلية وحتى بداية شهر اوت الماضيي من اجل حل الازمة على اساس عودتهم للعمل السياسي ومشاركتهم في الاستحقاقات المقبلة مقابل اعترافهم بخارطة الطريق الجديدة والتنازل عن مطلب عودة مرسي للحكم . وتتراوح الموافق حاليا بخصوص التعامل مع الاخوان بين مقترحات فتح باب الحوار معهم من جديد على اساس بقاء التنظيم كجمعية خيرية دون التدخل في السياسية شرط عدم اقصاء حزب الحرية والعدالة من الحياة السياسية فيما هناك حديث جدي عن وجود قرار على طالة الحكومة لحل التنظيم وهو قرار له مصوغ قانوني واداري بسبب امتناع قيادات الاخوان الاستجابة لدعوة الادارة لشرح اسباب وجود اسلحة بمقراتها تم اكتشافها من قبل قوات الامن عند عمليات التفتيش خلال الشهر الماضي والتي يعتقد ان منها ما استخدم في عملية قتل متظاهرين اثناء محالة اقتحامهم المقر العام للجماعة ومكتب الارشاد بمنطقة المقطم . ويشير مراقبون الى ان السلطات ورغم تراجع حجم متظاهري انصار الاخوان في الشوراع تحاول استباق استفحال الوضع الامني لما تمثله تراكمات هذه المظاهرات من اثار على الاقتصاد فضلا عن اثرها الاعلامي الخارجي كما ان استمرارها لمدد طويلة سيؤثر ايضا على مصادقية مسار البناء المؤسساتي في مصر والمتعلق بالاستفتاء على الدستور الجديد والتحضيرات للانتخابات البرلمانية والرئاسية . وترى هذه المصادر ان الهاجس الامني يبقى مسيطرا على قرارات الدولة ما لم يتم حسم الموقف في اقرب الاجال بشان مستقبل الاخوان المسلمين وحلفائهم في الساحة واقرار او نفي علاقتهم بالتنظيمات الارهابية في سيناء لتخفيف حالة الاحتقان والتوجس المجتمعي ضدهم والتي تنذر بحرب اهلية .