قبل فترة قصيرة من انتهاء مهلة الجيش المصري للرئيس محمد مرسي للاستجابة لارادة الشعب في التنحي استقبلت ميادين مصر هذا المساء مئات الآلاف من المتظاهرين في انتظار بيان القوات المسلحة الذي يحدد الموقف بالنسبة للمرحلة الانتقالية فيما توجه مئات المتظاهرين الى نادي الحرس الجمهوري للمطالبة بعزل مرسي والقاء القبض عليه بتهمة التحريض على العنف. وطالب المعتصمون والمتظاهرون بميدان التحرير وسط القاهرة بمحاكمة محمد مرسي والتحفظ عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعد تهديده ملايين المصريين بالقتل في حالة رحيله عن السلطة كما حمله المتظاهرون مسؤولية مقتل متظاهرين أمام جامعة القاهرة بالجيزة بعد خطابه الليلة الماضية. وقد ارتفع عدد القتلى في المواجهات التي اندلعت منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم بين انصار ومعارضي الرئيس مرسي بمحيط جامعة القاهرة بالجيزة الى 22 قتيلا واكثر من 600 مصاب ليبلغ عدد الضحايا منذ بدء أحداث 30 جوان إلى 32 قتيلا و1552مصابا. وشددت قوات الجيش والشرطة عمليات تأمين المظاهرات فيما تم تشكيل لجان شعبية لتفتيش الوافدين على الميادين خوفا من دخول مواد متفجرة او اسلحة. ونقلت صحيفة "الاهرام" على موقعها عن مصادر أمنية أن قوات خاصة للجيش تتولى تأمين مبنى مقر الاذاعة والتلفزيون بميدان ماسبيرو وذلك بالتعاون مع قوات الحرس الجمهوري وذلك تمهيدا لإذاعة بيان القوات المسلحة بعد انتهاء لقاء قيادات القوات المسلحة مع القوى السياسية المختلفة مشيرا الى أنه تم اتخاذ إجراءات احتياطية لمنع أي تلاعب بالبث او محاولات للتشويش عليه. وتجري عملية ترقب لما سيتضمنه بيان القوات المسلحة المصرية الذي لم يتم تحديد موعده بعد . فيما أشارات وسائل الاعلام المصرية الى ان خارطة الطريق التي يعرضها الجيش حاليا على ممثلي القوى السياسية حاليا تتضمن عزل الرئيس مرسي ووقف العمل بالدستور وحل مجلس الشورى واقالة الحكومة وتشكيل مجلس انتقالي برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا عضو من القوات المسلحة و2 تكنوقراطيين و3 ممثلين للقوى السياسية تكون مهمته يسير المرحلة الانتقالية التي تدوم بحد اقصى 8 اشهر واجراء انتخابات برلمانية وانتحابات رئاسية مبكرة ووضع دستور جديد حسب ما نقلته وسائل الاعلام المصرية. وقالت مصادر مطلعة ان وزير الدفاع دعى للتشاور عددا من ممثلي القوى السياسية من بينهم محمد البرادعي حزب النور وحركة " تمر" وشيخ الازهر وبابا الكنيسة الارثوذوكسية. وقالت مصادر حزبية وعسكرية ان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين رفض دعوة للاجتماع مع وزير الدفاع في اطار المشاورات مع القوى السياسية بخصوص المرحلة الانتقالية . وقد جددت جماعة الاخوان المسلمين اليوم تمسكها بحقها الدستوري في ادارة شؤون البلاد وبقاء الرئيس محمد مرسي في منصبه. وقال محمد غزلان المتحدث باسم الجماعة في تصريح له اليوم "إن كل الخيارات أمام جماعة الإخوان مفتوحة للتعامل مع تطورات المشهد في مصر" مؤكدا ان من يعتقد أن الأمور ستعود إلى الوراء, "سيشعر بعظيم الندم حينها ". وأشار إلى أن جماعته "وضعت نفسها في حالة طوارئ بصحبة فصائل من التيار الإسلامي والوطني المؤيد للرئيس مرسي, بغرض التعامل مع مجريات الواقع الميداني في مصر وقال "سندافع عن حقنا الدستوري لآخر نقطة دم في عروقنا". وكان وزير الدفاع المصري أكد في بيان له اليوم ان الجيش سيواجه بحسم أي محاولة لارهاب و ترويع الشعب ان عناصره مستعدة "ان تفدي مصر وشعبها وبدمائها ضد كل ارهابي او متطرف او جاهل". كما أكدت جبهة الانقاذ وحركة " تمرد " في بيان مشترك ان الجيش سينحاز للشعب ودعت مناصيرها الى تأمين الشوراع .