عمّت المظاهرات الغاضبة معظم المحافظات المصرية، اعتراضا على ممارسات الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، مظاهرات تحولت عن مسارها السلمي أمام المقر المركزي لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في منطقة المقطم بالقاهرة، وأدت إلى إعلان تنظيم الإخوان حالة الاستنفار داخل قواعده، وتكليف عدد من أعضائه بحماية المقر إلى جانب قوات الأمن التي طوقت المكان، ومشددا على أنه لن يترك مقراته للتخريب أو الحرق، وأنه سيتعامل مع المعتدين كمجرمين، لتتحول المنطقة إلى ساحة للكر والفر، وتبادل الرشق بالحجارة بين الطرفين. وفي مدينة بورسعيد التي تواصل عصيانها المدني للشهر الثاني على التوالي، خرج أهالي الضحايا والمتهمين في مسيرات حاشدة، حيث سادت الهتافات القوية أرجاء المدينة، تطالب برحيل الرئيس محمد مرسى، وإسقاط حكم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وحمل المتظاهرون صورا للرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ودعوا الجيش للعودة إلى سدة الحكم وحماية الوطن، لتعود دعوات عودة الجيش إلى الواجهة في ظل تصاعد حدة الغضب في الشارع المصري المنتفض. بإطلاق الرصاص الحي في السماء، استقبلت قوات الأمن التي كثفت تواجدها في محيط المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، بعد زحف العشرات من أنصار القوى السياسية والائتلافات الثورية، احتجاجا على الاعتداءات التي طالت نشطاء وصحفيين أمام المقر بمنطقة المقطم، وما أسمتها سياسات القمع والإرهاب التي يمارسها النظام الإخواني الحاكم ومكتب الإرشاد، وأكد المحتجون أن الشعب المصري لن يقبل بوجود رئيس تلطخت يداه بدماء الشهداء، في إشارة إلى سلسلة التهديدات التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، والتي شددت على أنها ستتصدى بكل قوة للمعتدين ووصفتهم ببلطجية سياسيين ومجرمين. وتفاديا لانفجار الوضع أكثر وسقوط المزيد من المصابين، قامت قوات الأمن بوضع حواجز جديدة أمام مقر الجماعة، تحسبا لأي محاولة اقتحام من لدن المتظاهرين الغاضبين المنددين بحكم الرئيس مرسي، وقامت عناصر الشرطة بإطلاق الرصاص في الهواء لتفرقة المتظاهرين ووقف الاشتباكات وحالات الكر والفر التي شهدتها المنطقة، بينما يرى المعارضون لمليونية مكتب الإرشاد عدم مشاركتهم فيها لأن مطالبها ليست شعبية وقالوا إنها عامة وفئوية. في حين يؤكد المتظاهرون الغاضبون على مواصلتهم التظاهر وإقامة الفعاليات المناهضة لحكم الرئيس مرسي لحين تحقيق مطالبهم.