يعد نمط الفيلم الجزائري "في العلبة" لجمال بلوصيف الذي عرض بقاعة "المغرب" بوهران في اطار منافسة الأفلام الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي تجربة جديدة في الفن السابع العربي. ويقدم هذا النوع من الأفلام على غرار "في العلبة" الذي عرض سهرة أمس الأربعاء وجها سينمائيا مختلفا يعتمد على الصورة أكثر من النص ويتكلم عن جملة من المواضيع في قالب يشبه الى حد ما الفيلم الوثائقي برأي عدد من السينمائيين العرب الذي تفاعلوا مع النقاش الذي تلا عرض الفيلم الجزائري. كما وصف أحدهم هذا النوع من السينما "بالأفلام الروائية الغرائبية" التي تفسح المجال للمشاهد لمناقشة القضايا التي تطرحها هذه الأفلام التي تقدم أرضيات للتفكير. وقد اجتهد المخرج جمال بلوصيف في وضع لقطات معبرة من خلال تصوير مشاهد واقعية أدمج فيها ممثلين شباب حيث حاول خلق حوارات وبشكل عفوي مع أشخاص حول مواضيع تهم المجتمع والوسط الذي يعيش فيه جميعهم. ويتحدث سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج عن مصور فيديو الذي وصل الى حي سكني في فرنسا حيث يكتشف كل يوم من خلال تصويره العفوي للأحداث حياة غير تلك التي اعتادها. ويتحدث الفيلم عن التعايش والتضامن وأحلام الشباب ويشير أيضا الى اهتمامات الشباب الجزائريين الذي ولدوا وترعرعوا في المهجر. وقد تلقى المخرج بلوصيف انتقادات في اطار النقاش الذي تبع عرض الفيلم خاصة من جانب مقاييس اختياره ضمن المجموعة التي تتنافس على جائزة الأفلام الطويلة لهذه الطبعة "بينما أن الفيلم أقرب للوثائقية من السينما من جهة وكذا اعتماده على اللغة الفرنسية وعدم تطابق التام للترجمة المكتوبة باسفل الشاشة مع المحتوى". وفي رده على الاسئلة والملاحظات دافع المخرج جمال بلوصيف عن فيلمه واختياره لهذا الطابع السينمائي "الجديد" الذي يهدف حسبه الى استنطاق الخيال. "لقد اقترحت فيلما يعتمد على الصورة المعبرة ومشاهد تتكلم عن قضايا دون أن أتقيد بأسلوب السيناريوهات النمطية الكلاسيكية للسينما". "كما أن هذا الفيلم يندرج ضمن الأعمال التي تترجم أفكار وتوجهات جديدة في عالم الفن السابع والمجال مفتوح أمام جميع المبدعين لترجمة وجهة نظرهم في السينما من خلال نوعية الأعمال التي يرونها مناسبة لذلك يضيف ذات المخرج. وقد شارك في هذا الفيلم الذي دامت مدة عرضه 65 دقيقة والمنتج في 2013 عدد من الممثلين الشباب منهم صابرينة دحماني.