استحضر المشاركون في الندوة الوطنية الأولى حول حياة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد اليوم الأحد بمسقط رأسه بمدينة الطارف أهم المحطات والمواقف التي طبعت مسيرة الرجل كمجاهد وكثالث رئيس للجزائر المستقلة. وقدم السيد محي الدين عميمور بقاعة المحاضرات لجامعة الطارف التي احتضنت فعاليات هذه التظاهرة المنظمة إحياءا للذكرى الأولى لرحيل الرئيس الشاذلي الذي توفي في 6 أكتوبر 2012 محاضرة تضمنت مجموعة من الشهادات الحية . وكان السيد محي الدين عميمور مستشارا مكلفا بالإعلام برئاسة الجمهورية في فترة حكم الرئيس الشاذلي بن جديد. وفي مداخلته، ذكر السيد عميمور أن الشاذلي بن جديد "كان من أفضل الرجال وأحسن الرؤساء في الدول النامية" و"كان يتميز بالانضباط والذكاء والفطنة والحنية خاصة فيما يتعلق بفئة المجاهدين الذين كان يتابع مشاكلهم اليومية بشكل مفصل". ونفى السيد عميمور"وجود أي صراع بين الشخصيات الفاعلة في حزب جبهة التحرير الوطني في اختيار الرئيس بن جديد لمنصب الرئاسة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين" مشيرا الى أن "المؤهلات التي كان يتمتع بها الشاذلي والمناصب التي تقلدها أثناء الثورة وبعد الاستقلال كانت كافية لتحقيق الإجماع حوله في هذا المنصب". ومن جهته خصص السيد عبد العزيز بوباكير من جامعة الجزائر مداخلته للحديث عن مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد التي قام هو بكتابتها مؤكدا في نفس السياق أنه "لن يتحدث عن شيء اسمه الجزء الثاني من المذكرات". واعتبر المحاضر أن الشاذلي بن جديد "كان من أول المنادين برفض توظيف استعمال الإسلام في الصراعات السياسية" وأن الشاذلي "عبر عن ذلك صراحة خلال المناقشات التي فتحت حول الميثاق الوطني في 1976 من خلال اقتراحه إدراج صياغة تعبير الإسلام دين الشعب بدلا من الإسلام دين الدولة". وقال السيد بوباكير "حاول الرئيس الراحل إعطاء صورة جيدة للإسلام على كونه دين رقي وحضارة وليس دين تخلف وانحطاط " مشيرا أن الشاذلي "كان من الأوائل الذين طرحوا فكرة صراع الحضارات وكان ذلك سنة 1982 قبل أن يظهر هذا المصطلح بشكل كبير". وتم خلال هذه التظاهرة التي حضرها وزير الصيد والموارد الصيدية السيد سيد أحمد فروخي عرض شريط فيديو في مدة 17 دقيقة تضمن أهم المحطات البارزة في حياة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. وقد ولد الشاذلي بن جديد يوم 14 أفريل 1929 بعرش الجدايدية بقرية السبعة بلدية بريحان بولاية الطارف .والتحق بالثورة التحريرية في 1955 وعمره 26 سنة .وأصبح أحد أهم قيادات الثورة للناحية الشرقية التي أصبح نائبا لقيادتها سنة 1960 وإلى غاية الاستقلال. وقد عرفت هذه الندوة الوطنية الأولى تكريم عائلة المرحوم ممثلة في شخص أخيه "حزام بن جديد" وذلك بحضور نحو 300 مجاهد من المنطقة من بينهم عدد معتبر من رفقاء السلاح.