عاشت مدينة القصرين التونسية اليوم السبت على وقع دوي الرصاص والقنابل المضيئة في تبادل لإطلاق النار بين الاجهزة الامنية وعناصر ارهابية مرابطة بمرتفعات "الشعانبي" حسب مصدر امني . ولقد تفطنت الوحدات الامنية المختصة في مكافحة الارهاب الى وصول جماعة ارهابية الى هذه المدينة للقيام "بزيارة عائلية" حيث تمت محاصرتها دون التمكن مكن القاء القبض على عناصرها بعد ان لاذوا بالفرار نحو مرتفعات "الشعانبي" المجاورة. ووفق المصدر ذاته فان تبادل اطلاق النار بين الجانبين لم يسفر عن أية اصابات تذكر فيما لجأت قوات الامن الى تمشيط أحياء مدينة القصرين والشعاب المجاورة مستعملة القنابل الضوئية. ومعلوم ان مرتفعات "الشعانبي" شهدت خلال الاشهر القليلة الماضية مواجهات دامية بين الجماعات الارهابية التي ترابط هناك وقوات الامن حيث لقي عدة من الجنود مصرعهم في انفجار ألغام زرعتها العصابات المسلحة فيما أعتقلت الاجهزة الامنية عدة عناصر ارهابية بتلك الجهة وقامت بتفكيك شبكات ارهابية خطيرة. وتعيش الأجهزة الامنية في الآونة الاخيرة على وقع حالة تأهب غير مسبوق تحسبا لحصول أعمال ارهابية مرتقبة في الوقت الذي بدأ فيه الحوار الوطني من اجل تجاوز الازمة السياسية وتركيز دعائم الحكم وارساء المؤسسات الدستورية القارة وذلك في ضوء توافق بين معظم الفرقاء حول خارطة الطريق المقترحة من قبل الاطراف الرباعية الراعية للحوار الوطني. وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق رحموني في تصريح اذاعي على ان الاخبار التي تطرقت الى وجود تهديدات مع دخول جماعات إرهابية لتونس لاستهداف مناطق حساسة "هي معلومات قد وصلت الى أجهزة الأمن ووصلت الى وزارة الدفاع وان المسألة حاليا تتعلق بالتأكد منها" وفق تعبيره . وفي هذا السياق أكد وزير الداخلية التونسي السيد لطفي بن جدو في تصريحات صحفية أن كل أسلاك وزارته في "حالة تأهب من أجل التصدي لأي محاولة ارهابية". للاشارة فان رئيس الحكومة التونسية السيد علي العريض ترأس أول أمس الخميس اجتماعا أمنيا حضره وزراء الداخلية والدفاع والعدل والشؤون الخارجية في حكومته إلى جانب عدد من كبار الضباط والاطارات العسكرية والأمنية حيث تم بحث الوضع الأمني العام في تونس ومدى تقدم جهود مكافحة الإرهاب والتهريب وحماية الحدود.