أعلن محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، أن التحريات التي تقودها قوات الأمن بالمنطقة كشفت أن الإرهابي الجزائري المكنى «يحي» المبحوث عنه من طرف مصالح الأمن الجزائرية، يقود مجموعة إرهابية تضم 30 شخصا أغلبهم جزائريون ينشطون في جبل الشعانبي بتونس .ونقلت وكالة الأناضول التركية أن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية قد كشف، من خلال مقابلة تلفزيونية على القناة التونسية الأولى يوم الجمعة المنصرم، أن الإرهابيين يستغلون المناطق الحدودية بين تونسوالجزائر للاختباء وتنفيذ الأعمال الإرهابية ضد الجيش والأمن، من بينهم المدعو «يحي» الذي يقود المجموعة الإرهابية في جبل الشعانبي والتي تضم أكثر من 30 إرهاييا أغلبهم جزائريون، خاصة أن منطقة الشعانبي ليست جديدة بالنسبة لتواجد العناصر الإرهابية هناك، حيث اتّخذها التنظيم قاعدة خلفية للتحرك والتنقل باتجاه ليبيا ومالي، وأيضا لتهريب السلاح باتجاه قواعد الإرهابيين في جبال الجزائر.وأوضح العروي أن هذا الإرهابي الجزائري مطلوب من طرف السلطات الجزائرية ومبحوث عنه دوليا، مؤكدا أنه المدبر لكل العمليات الإجرامية والمشرف على قيادة عملية اغتيال الجنود التونسيين. يأتي هذا في الوقت الذي أكدت مصادر إعلامية تونسية أن الجزائر أرسلت بعثات أمنية وعسكرية إلى تونس من أجل تضييق الخناق على العناصر الإرهابية وفرض الرقابة على الشريط الحدودي بين البلدين، مضيفة أن قوات الأمن المشتركة تمكنت من رصد معلومات حول تخطيط العناصر الإرهابية بجبال الشعانبي وقيادات أنصار الشريعة للفرار باتجاه الجزائر، الأمر الذي دفع مصالح الأمن الجزائرية إلى توسيع عمليات التمشيط وتشديد الرقابة على تحركات الجماعات الإرهابية خاصة في شرق البلاد.تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية سبق له أن أكد وجود تبادل للمعلومات الأمنية بين الجزائر وجيرانها قصد محاربة مختلف الآفات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، منها الإرهاب والتهريب بكل أشكاله، في إشارة إلى أنه رغم الصعوبات السياسية التي تواجهها حكومات المنطقة في تونس وليبيا بسبب الخلاف حول ورقة الطريق السياسية، فإن التعاون قائم بين الجيش والمؤسسات الأمنية والعسكرية في دول الجوار، خصوصا فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الأجهزة الأمنية في تونس وليبيا. وفي هذا السياق، تعد الجزائر من بين دول المنطقة الأساسية التي تملك بنك معلومات حول التنظيمات وهوية العناصر الإرهابية الناشطة ضمن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو في كتيبة الملثمين أو التوحيد والجهاد، وذلك بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها قوات الأمن في مواجهتها لمخططات الإرهابيين طيلة سنوات الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر.