تشهد عدة مناطق في تونس حملات تمشيط عسكرية وامنية واسعة النطاق في اعقاب ارتكاب العصابات الارهابية لسلسلة من الاعتداءات ضد قوات الامن مما جعل السلطات الامنية تتخذ سلسلة من الاجراءات والتدابير لمواجهة هذه التحديات وفق ما ابرزته مصادر رسمية . ودفعت السلطات بتعزيزات أمنية وعسكرية" كبرى" بولاية سيدي بوزيد في عمليات تمشيط لملاحقة عناصر ارهابية محل متابعة كما قامت قوات مشتركة بتدخلات ومداهمات اسفرت عن اعتقال 22 متورطا شاركوا في المواجهات الاخيرة بين جماعات اجرامية مسلحة واعوان الامن حيث سقط ستة من افرد الامن حسب مصدر امني . وكانت قوات الجيش التونسي والاجهزة الامنية قد شنت حملات امنية مكثفة مماثلة بولاية باجة في عمليات متابعة للعصابات الارهابية مما اسفر عن مقتل واعتقال جل الارهابيين الذين شاركوا في اغتيال عونين من الدرك الوطني . وامام هذه الاوضاع الامنية المتأزمة قررت السلطات التونسية احداث مناطق عمليات عسكرية في شتى جهات البلاد لمكافحة ظاهرة الارهاب وذلك غداة اجتماع المجلس الاعلى للامن الذي اعرب عن" عزمه" على ملاحقة والقضاء نهائيا على هذه المجموعات الإرهابية المسلحة . وكشفت وثائق تم حجزها في اعقاب الحملات العسكرية والأمنية الاخيرة بولاية باجة عن وجود عدة مجموعات وخلايا إرهابية متمركزة في عدة مناطق علاوة على مخططات تهدف إلى إدخال جماعات إرهابية الى البلاد لزعزعة امنها واستقرارها . ونبه ناطق باسم وزارة الدفاع التونسية المواطنين بضرورة الامتثال داخل مناطق العمليات العسكرية لاوامر قوات الامن بالتوقف والتفتيش مذكر بان القانون يخول لكل الوحدات العسكرية والامنية استعمال كل الوسائل المتاحة لمداهمة وتفتيش الاماكن والمحلات المسكونة أو غير المسكونة التى تأوى عناصر ارهابية أو تحتوى على أسلحة او مواد محظورة وفق تعبيره . وسبق لجهات رسمية ان حملت تنظيم "انصار الشريعة" الارهابي مسؤولية الهجمات الارهابية التي طالت عدة مناطق من البلاد. كما اعتبرت الحكومة الانتقالية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية ان تنظيم "انصار الشريعة" يعتبر تنظيما ارهابيا محملة اياه "مسؤولية" اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد براهمي. وتعبيرا عن عزمهم على مكافحة ظاهرة الارهاب نظم ممثلو نقابة الامن الرئيسية في تونس اليوم الاثنين مسيرة سلمية للتنديد بالاعتدءات التي ارتكبتها الجماعات السلفية الجهادية ضد الاجهزة الامنية . وابرز رياض الرزقي المكلف بالإعلام في نقابة قوات الامن الداخلي في تصريحات صحفية ان هذه التظاهرة هي "رسالة الى الارهابيين بأن الأمن والمواطن متحدان ضد الارهاب". كما دعا الحكومة التونسية الى " انتهاج سياسة واضحة لمحاربة الارهاب" متهما إياها ب"عدم الجدية في التعامل مع هذه الآفة مطالبا بتقديم الدعم اللوجيستيكي للاجهزة الامنية في مقاومتها لظاهرة الارهاب.