سمحت الجهود التي بذلتها الدولة من أجل تعبئة الموارد المائية سيما من خلال التحويلات المائية الكبرى بتعميم الاستفادة من الماء الشروب و اعطاء دفع هام لقطاع الفلاحة. في هذا الإطار استفادت عدة عائلات من مختلف ولايات الوطن من الماء الشروب بفضل مشاريع الرواق مستغانم-أرزيو-وهران لتمنراست أو شرق الوطن على غرار البويرة و سطيف. للاشارة فان هذا الرواق عبارة عن نظام لتحويل الماء الشروب انطلاقا من سدود الشلف و قدارة نحو رواق مستغانم-أرزيو-وهران الموجه لتموين هذه المناطق ب 300.000 متر مكعب/يوم. و يعد هذا التحويل المائي الكبير بالتأكيد احد المكاسب الهامة التي تمكنت هذه المنطقة من الاستفادة منها. و يسمح هذا الانجاز أيضا بتموين ضواحي منطقة شرق وهران فيما توجه الكميات الاضافية من الماء المنقول عبر هذا الرواق نحو ضواحي سيق و محمدية بولاية معسكر بفضل خزان تقدر سعته ب50.000 متر مكعب تم انجازه ببلدية بطيوة. بالإضافة إلى التموين بالماء الشروب و تلبية احتياجات الفلاحة و الصناعة ترمي هذه المشاريع لضمان استقرار السكان من البدو الرحل مثلما هو الحال في تمنراست من خلال انجاز المشروع الضخم لتحويل الماء من المياه الجوفية لعين صالح نحو هذه المدينة. و يعد المشروع الذي يمتد على طول 750 كلم عمليا منذ شهر مارس 2011 بعد أشغال دامت ثلاث سنوات. و يتعلق الأمر بمنشأة ري تسمح بنقل المياه الجوفية من عين صالح عبر قنوات يبلغ طولها الاجمالي 1200 كلم باستثمار يعادل نحو 2 مليار دولار و بطاقة 100.000 متر مكعب/يوم. و بمنطقة الشرق يعد تحويل المياه انطلاقا من سد كودية أسردون بولاية البويرة من ضمن أهم مشاريع قطاع الري. و تقدر طاقة سد كودية أسردون ب 640 مليون متر مكعب من الماء و يعد ثاني سد بعد سد بني هارون بولاية ميلة. و يضمن هذا الأخير سنويا مايعادل 71 مليون متر مكعب من المياه لولاية الجزائر العاصمة و 21 مليون للبويرة و 35 مليون لتيزي وزو و 9 مليون للمسيلة. سد مهوان: مشروع هام موجه لتحويل المنطقة دائما بشرق الوطن يتعلق الأمر بأحد أهم مشاريع التحويل الذي كان في قلب اهتمامات الوزير الأول عبد المالك سلال خلال الزيارة التي قام بها إلى موقع سد مهوان بسطيف. و من المنتظر أن يعوض هذا المشروع في نطاق واسع احتياجات سكان مدينة سطيف فيما يخص الماء الشروب مع اعطاء دفع قوي لقطاع الفلاحة. و يهدف المشروع إلى نقل نحو 300 مليون متر مكعب من الماء سنويا نحو ولاية سطيف انطلاقا من سدود اغيل امدة (بجاية) و ايراغن (جيجل) مع ادماج سدي مهوان (سطيف) و دراع الديس (العلمة). و اعتبر السيد سلال في ماي 2012 عندما كان يشغل منصب وزير الموارد المائية أن هذا المشروع يعد من "أصعب المشاريع التي تم انجازها في البلاد بالنظر للتكنولوجيات التي استعملت لانجازه". و أضاف أن انجازه تطلب استثمارا بقيمة 130 مليار دج أي ما يعادل 1 مليارأورو. كما سيكون لهذا المشروع تأثير على الشغل إذ يتوقع أن يساهم في استحداث 100.000 منصب شغل في قطاع الفلاحة. و تقدر طاقة تخزين سد مهوان (10 كلم شمال سطيف) ب148 مليون مترمكعب. و يتوقع أن تحقق هذه التحويلات الكبرى نتائج معتبرة و تسمح بري 40.000 هكتار من الأراضي الفلاحية الاضافية فضلا عن توفير الماء الشروب لفائدة 3ر1 مليون نسمة.