بدأت اليوم الاثنين بالعاصمة وارسو اشغال المؤتمر ال19 لأطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية لبحث سبل إبرام اتفاق شامل بهذا الصدد سنة 2015 . ويسعى المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن اكثر من 190 دولة إلى التقليص من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري من أجل إبقاء الاحتباس الحراري عند مستوى درجتين مئويتين مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية. وفي كلمة لها أمام المؤتمر قالت مسؤولة المناخ بالأمم المتحدة كريستيانا فيغرس " اننا نجتمع هنا اليوم وعلى كاهلنا ثقل العديد من الحقائق التي تتطلب منا التفكير" مشيرة الى الاثار المدمة التي خلفها اعصار "هايان" بالفلبين. وحددت المجموعة الدولية هدفا لها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى درجتين بحلول نهاية القرن الحالي . وقال اليوت درينجر المدير التنفيذي لمركز حلول المناخ والطاقة وهو مؤسسة بحثية أمريكية "لا يمكننا ان نتوقع اتفاقا كبيرا يحل المشاكل دفعة واحدة مبرزا ان أفضل أمل بالنسبة الى اتفاق 2015 هو ان توافق الدول على قيود بشأن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى مع الية لمقارنة ودعم هذه القيود بمرور الوقت . وذكر متتبعون ان الاتفاق الذي سيناقشه المفاوضون في وارسو في الفترة بين 11 و22 نوفمبر لن يوقف فيما يبدو الزيادة المستمرة في درجات الحرارة لكنه قد يتخذ دليلا ارشاديا لاتخاذ اجراءات اشد فى سنوات لاحقة. وسيعكف المشاركون على بحث سبل إبرام اتفاق شامل سنة 2015 حيث سيدخل هذا الإتفاق مبدئيا حيز التنفيذ سنة 2020 وذلك في حال التوقيع عليه . يشار إلى أن الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية تضع إطارا شاملا للجهود الحكومية الرامية إلى مواجهة التحدي الذي تطرحه التغيرات المناخية. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أكدت في آخر تقرير لها أن نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بلغت رقما قياسيا جديدا في العام 2012 ما من شأنه تسريع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وأكدت المنظمة أن "التأثير القسري الإشعاعي (التأثير الحراري في المناخ) قد زاد بنسبة 32 بالمائة بين عامي 1990 و2012 وذلك بسبب زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى تحتفظ بالحرارة وطويلة الأمد مثل الميثان وأكسيد النيتروز". وزادت درجات الحرارة العالمية بواقع 8ر0 درجة مائوية منذ الثورة الصناعية وتتجه للزيادة بمقدار درجتين مائويتين وهو سقف مستهدف تم الاتفاق عليه فى قمة سابقة للأمم المتحدة. للتذكير جاء في التقرير الجديد لخبراء المنا خ في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي اعتمد شهر سبتمبر في ستوكهولم ان مسؤولية الانسان في الاحترار المناخي مثبتة أكثر من أي وقت مضى فيما يتوقع ان يراوح الارتفاع في متوسط الحرارة بين 3 0 الى 8 4 درجات مئوية بحلول العام 2100. وقد رفعت هيئة الخبراء توقعاتها لارتفاع مستوى مياه البحر الذي سيكون بين 26 و82 سنتمترا بحلول العام 2100 وفق ما جاء في التقييم العلمي الجديد لظاهرة التغير المناخي. واعتبرت الهيئة أنه " بات من المرجح كثيرا جدا" أن يكون التأثير البشري السبب الرئيسي للاحترار المناخي المسجل منذ منتصف القرن العشرين أي بنسبة يقين 95 % بحسب المصطلحات الدقيقة جدا للتقرير. في تقريرها الاخير في العام 2007 كان هذا اليقين بنسبة 90 %. أما في ما يتعلق بارتفاع مستوى البحار وهي من نتائج ارتفاع حرارة الارض فان العلماء يقدرون أن يرتفع مستوى المحيطات والبحار بين 26 و82 سنتيمترا بحلول العام 2100 في مقابل 18 الى 59 سنتيمترا في التقرير الذي أعدوه في العام 2007.