حقق تعليم اللغة الأمازيغية تقدما ملحوظا حسب ما جاء في حصيلة للمحافظة السامية للأمازيغية تم عرضتها اليوم الإثنين خلال دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو المخصص لمعالجة موضوع "الأمازيغية: لغة و ثقافة- حصيلة و آفاق". و تفيد حصيلة المحافظة السامية للأمازيغية في هذا السياق أنه سجل خلال العام الجاري تدريس اللغة الأمازيغية لمجموع 234.690 تلميذا بتأطير من 1654 معلما في حين كان عددهم لا يتعدى 37.690 تلميذا و 233 مدرسا في بداية إدراج هذه اللغة في المنظومة التربوية سنة 1995. و أوضحت المحافظة السامية للأمازيغية في تقريرها أن هذه الإحصائيات تخص ست ولايات فقط و هي كل من تيزي وزو و بجاية و البويرة و بومرداس و سطيف و باتنة. و سجل ذات المصدر بالمقابل تراجع تدريس هذه اللغة و حتى إلغائها بعدد من الولايات الأخرى على غرار غرداية و البيض و بسكرة و تيبازة و وهران على أن يشمل هذا الإجراء قريبا الجزائر العاصمة حيث لاحظ في هذا السياق تقلص عدد الدارسين للغة الأمازيغية بالجزائر العاصمة من 1.643 دارسا خلال السنة الدراسية 2007-2009 إلى 14 دارسا فقط في 2013. و يعود هذا التراجع في تدريس هذه اللغة بعدد من الولايات حسب المحافظة إلى "الطابع الاختياري لتعلم هذه اللغة" و " انعدام تكوين مكونين" و كذا " تقديم طلب مسبق لفتح أقسام لتعليم الأمازيغية". يشار أن هذه الدورة الاستثنائية عرفت مشاركة باحثين في المجال إلى جانب مناضلي القضية الأمازيغية على غرار المطرب لونيس آيت منقلات و ذهبية معطوب رئيسة جمعية معطوب الوناس. كما ضم هذا اللقاء ممثلين عن المديريات المحلية للثقافة و التربية الوطنية و التكوين و التعليم المهنيين. و تميزت أشغال الدورة بتقديم أربع مداخلات متصلة بالموضوع نشطها كل من مولود لوناوسي مختص في علم الاجتماع و اللغة و عبد السلام عبد النور (صاحب مؤلفات بالأمازيغية) و تازاغرت إبراهيم (ناشر) و محند وامر أوسالم (أستاذ جامعي) و بودينار مهنا رئيس جمعية مدرسي الأمازيغية. و لدى افتتاح أشغال هذه الدورة بحضور والي الولاية السيد بوعزقي عبد القادر تطرق رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد هارون حسين إلى مسألة ترقية الأمازيغية. وقال السيد هارون "ان رد الاعتبار للغة الأمازيغية بشكل نهائي كلغة و ثقافة ينبغي أن يتم داخل مؤسساتنا الوطنية بعيدا عن أي مزايدة أو حسابات سياسية ويستوجب على هذه المؤسسات عدم التراجع عن تدريس اللغة الأمازيغية و ترقيتها و تطويرها و عصرنتها بغية جعلها أداة لا يستغنى عنها في الحياة اليومية للشعب." يذكر أنه من المقرر أن تختتم أشغال هذه الدورة بالمصادقة على مداولة " للمطالبة بإضفاء الطابع الرسمي على اللغة الأمازيغية."