انتقد أمس مسؤلون بالمحافظة السامية للأمازيغية ما وصفوه بتراجع تدريس اللغة الأمازيغية وتقلص رقعة انتشارها، وحملوا المسؤولية لوزارة التربية التي حسبهم لم تجعلها لغة إجبارية وتركتها اختيارية وأوصدت الأبواب في وجه المحافظة، مما جعل نسبة ال90 بالمائة من تدريسها يقتصر على ثلاث ولايات فقط من منطقة القبائل، وتأسفوا كون تدريسها تراجع من 16 ولاية إلى 11 ولاية . قدمت شريفة بليك نائبة مدير التعليم والتكوين بالمحافظة السامية للأمازيغية في منتدى يومية «المجاهد» بلغة الأرقام حصيلة تدريس اللغة الامازيغية، حيث كشفت مشرحة الوضع، أنه سجل خلال سنة 1995 نحو 37690 متلقي مستفيد من تعليم الأمازيغية تم تأطيرهم من طرف 233 أستاذ، مشيرة إلى أن هذا الرقم ارتفع إلى 213057 متلقي ومؤطر أشرف عليهم 1330 أستاذ سنة 2011، لكنها أبدت تأسفها كون هذا الإنتشار اقتصر على ست ولايات فقط دون غيرها من ولايات الوطن، ويتعلق الأمر بكل من تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس وسطيف وباتنة. ولم تخف استيائها كون تدريس الأمازيغية توقف في ولايات أخرى على غرار تيبازة سنة 1999، وغرداية سنة 2009، ووهران سنة 2002 وفي بسكرة سنة 2010. وتحدثت بليك أن الأمازيغية تدرس بنسبة 90 بالمائة في منطقة القبائل، دون باقي الولايات، وقالت أن 80 بالمائة من تدريس الامازيغية يطرح مشكل نقص في أساتذة هذه اللغة، في ظل غياب ما اسمته بغياب فروع تدريس الأمازيغية بكل من منطقتي الشرق والجنوب. وتساءلت ذات المتحدثة عن تأخر فتح شعبة تكوين مدرسين في اللغة الامازيغية على مستوى المدرسة العليا للأساتذة التي كانت مقررة سنة 2001. وحملت نائبة مدير التعليم والتكوين بالمحافظة السامية للأمازيغية، وزارة التربية المسؤولية في اختفاء تدريس اللغة الأمازيغية في عدة ولايات. أما عصاد سي الهاشمي مدير ترقية الثقافة بالمحافظة السامية للامازيغية، وبلهجة استياء اعتبر بأن وضعية تدريس اللغة الأمازيغية ليست على مايرام لأنها حسبه وصلت إلى وضعية انسداد عقب ما وصفه بهجرة شركائها عنها، وفي ظل افتقادها للمقرات وتقلص تواجدها في عدة قطاعات، واغتنم الفرصة ليدعو الوزارة من أجل إعادة الروح لتدريس الأمازيغية، وجعل قرارات المحافظة تنفيذية حتى لا تبقى حبرا على ورق، وخلص في هذا المقام يقول بانهم يوجدون في محيط عدواني تعذر فيه أن تتبوأ الأمازيغية مكانتها، لكن وبالموازاة مع ذلك قال أنه رغم العراقيل الموجودة تمكنت المحافظة في عدة ولايات من ترقية تدريس الأمازيغية . ومن جهته يوسف مراحي الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية رافع من أجل اخطار الوزارات للتضافر من أجل الحفاظ على تدريس وانتشار الأمازيغية عبر الولايات، وحذر من أن هذه اللغة الوطنية ليست بخير في ظل غياب العناية، وافتقادها حتى في اللافتات الكبرى لشوارعنا. ووقف مراحي على النقص في المناصب المالية من أجل توظيف اساتذة الأمازيغية، وكلها تقتصر على ولايتي تيزي وزو وبجاية دون غيرها من الولايات، وتأسف لانه يعتقد ان وزارة التربية أوصدت الأبواب في وجه المحافظة، مشددا على ضرورة فرضها كلغة إجبارية وليس اختيارية كما هو عليه الحال في الوقت الراهن. ويعتقد مراحي لكي يعاد الإعتبار للأمازيغية أن تتكفل الدولة بذلك بإرادة سياسية قوية كون هذه اللغة جزء من تاريخنا، وتأسف كما أوضح كون وزير التربية قال لا يمكنني أن أجبر الأولياء على تدريس ابنائهم الامازيغية، وحاول أن يقيم عملية تدريس الامازيغية طيلة عقد من الزمن رغم أن بداية تدريسها انطلق منذ نحو 17 سنة على مستوى المدارس، وتساءل عن سبب تراجع جريدتي «الشعب» و«المجاهد» في تخصيص صفحات باللغة الأمازيغية مثلما دأبوا على ذلك في السنوات الفارطة.