تمنح ولاية تلمسان التي ستسقبل غدا الخميس الوزير الأول عبد المالك سلال في إطار زيارة عمل وتفقد صورة لجماعة محلية عصرية وطموحة وعازمة على إستغلال كل مؤهلاتها في مجال التنمية من أجل الظفر عن استحقاق بصفة "جوهرة المغرب العربي". وتسعى هذه المنطقة من أقصى غرب البلاد التي تفتخر بماضيها العريق إلى المضي قدما من أجل أن تصبح حاضرة حقيقية تستجيب لحاجيات وإنشغالات سكانها وتحسين إطارهم المعيشي. وقد تم تحقيق هذه التحول الإيجابي بفضل تنفيذ مختلف البرامج التنموية كالانعاش الاقتصادي ودعم النمو والمخططات الخماسية. وقد ساهمت التظاهرة الدولية "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" في إستعادة هذه المنطقة العريقة لتاريخها المشرق وأمجادها وتعزيزها بعدد هام من المنشآت الثقافية الجديدة في مستوى مكانتها. السكن والموارد المائية: قطاعان ذا أولوية وقد سمح المخطط الخماسي الحالي 2010-2014 للولاية بالإستفادة من مبلغ 237 مليار دج خصص منه 150 مليار دج لتمويل المشاريع الجديدة والباقي لإستكمال العمليات التنموية المتبقية من البرامج السابقة. وقد حظي قطاع السكن بحصة الأسد من خلال غلاف مالي قدره 45 مليار دج لإنجاز أكثر من 30 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ موزعة على 142 موقعا عبر مختلف أنحاء الولاية. وترجمت هذه المجهودات في السنة الجارية بتوزيع 904 مسكن على مستوى حي "أوجليدة" (تلمسان) و182 مسكن اجتماعي آخر ببلدية الحنايا مما ساهم بامتصاص السكن الهش والقضاء تدريجيا على الأحياء القصديرية التي ظهرت ببعض المناطق من الولاية. أما قطاع الموارد المائية فقد حقق هو الآخر طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة بفضل الانجازات الضخمة التي سمحت بتموين العديد من المناطق التي كانت تكشو من نقص في الموارد المائية على غرار مدن ندرومة والغزوات ومغنية التي كانت تتحصل على الماء مرة في الأسبوعين أو أكثر خلال سنوات الجفاف. وقد رصد ضمن نفس المخطط مبلغ 17 مليار دج بغية التنقيب عن مصادر جديدة للمياه الجوفية وتعبئة الموارد السطحية على مستوى السدود الخمسة التي تعدها الولاية بطاقة إجمالية تقدر بحوالي 385 مليون متر مكعب. وقد تم إنجاز 20 بئرا عميقا لتموين العديد من الجماعات المحلية كما توفر وحدتا تحلية مياه البحر لهنين وأولاد بن عياد كمية إجمالية تقدر ب 400 ألف متر مكعب الشيئ الذي يسمح للولاية بتسجيل فائض في المياه الصالحة للشرب ووضع برامج لتحويل مياه السدود لتوسيع مساحات المحيطات الفلاحية المسقية خصوصا بمناطق واد عيسر ومغنية والحنايا وإنشاء محيطات أخرى على غرار ذلك المقترح من طرف مسؤولي القطاع بندرومة. السياحة: إمكانيات هامة للإستغلال وتزخر تلمسان بمؤهلات سياحية كبيرة ومتنوعة سواء منها الطبيعية أو البيئية أو الحموية أو الساحلية أو الثقافية. وبعرف هذا القطاع ديناميكية مع إستعادة مكانته من أجل المساهمة في خلق الثروات ومناصب الشغل. وبالفعل تدعم قطاع السياحة خلال السنوات القليلة الأخيرة بمشاريع فندقية جديدة وراقية سمحت برفع طاقة الاستقبال وتحسين الخدمات السياحية.وقد أضحت الحظيرة الفندقية تضم 42 مؤسسة بطاقة 3.300 سرير. وتساهم هذه المرافق والمشاريع الثقافية الكبرى لمدينة تلمسان على غرار المتاحف الأربعة وقصر الثقافة ومسرح الهواء الطلق والقصر الملكي للمشور في تطوير السياحة الثقافية الوطنية والدولية. وسمحت تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011" بإسترجاع عاصمة الزيانيين لمجدها وجعلها قطب ثقافي بارز خاصة أن المدينة حظيت بمشاريع كبرى مثلما هو الشأن بالنسبة لمركز الدراسات الأندلسية إلى جانب ترميم المعالم التاريخية والأثرية التي تستقطب السياح لإكتشاف الماضي العريق لتلمسان. تنمية في كل المجالات بذلت الولاية مجهودات كبيرة في كل المجالات مثل الأشغال العمومية والطاقة الذي عرف منذ 2004 نقلة نوعية حيث انتقلت نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي من 20 بالمائة في نفس السنة إلى حوالي 75 بالمائة حاليا وستصل إلى أكثر من 80 بالمائة عند استكمال الأشغال الجارية. أما قطاع الصحة فشهد هو الآخر إطلاق عدة مشاريع هامة مثل القطب الصحي ببلدية شتوان المجاورة لتلمسان والمركز الإستشفائي الجامعي الجديد الذي سيوفر حوالي 50 تخصصا طبيا ومركز حقن الدم ومركز طب العيون الذي يندرج في إطار التعاون الجزائري الكوبي فضلا عن مشاريع أخرى مبرمجة بعدة جهات من الولاية على غرار ملحقة لمعهد باستور بدائرة سبدو ومركز الأمراض العقلية ومستشفى جديد لفائدة سكان الرمشي و عدة وحدات العلاج بمختلف نواحي الولاية خصوصا منها النائية. ومن جهة أخرى استفاد قطاع التعليم العالي الذي يعد مفخرة للولاية من عدة مشاريع هامة مثل قطب إمامة ببلدية منصورة الذي يتسع ل 24.000 مقعد بيداغوجي و12.000 سرير وعدة مخابر ومراكز للبحث العلمي التي تعرف نسب مختلفة في تقدم أشغال تجسيدها. وقد حققت جامعة "أبو بكر بلقايد" لتلمسان التي تستقبل زهاء 40 ألف طالب طفرة نوعية مما جعلها إحدى أكبر جامعات الوطن. كما بذلت جهود كبيرة بقطاع التربية الذي يطمح إلى تقليص الإكتظاظ المسجل في عدة مناطق خاصة بمغنية ومنصورة وشتوان. ولهذا الغرض إستفاد الولاية من برنامج لإنجاز 15 ثانوية و16 متوسطة إضافة إلى 449 قسما مدرسيا حيث تم استلام جانب هام منها.