يقوم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، غدا، بزيارة عمل إلى ولاية أدرار، التي تحمل آفاقا تنموية واعدة في عدة قطاعات حيوية، مما يجعل من هذه المنطقة قطبا اقتصاديا وطنيا بامتياز خاصة في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعة. وانطلاقا من هذه المقومات سطرت الدولة عدة برامج تنموية سمحت بإنجاز مشاريع هامة في عدة قطاعات حيوية، مما ساهم في تحسين ظروف معيشة سكان هذه الولاية الحدودية والتي تعد إحدى بوابات الجزائر على بلدان الساحل الإفريقي. عرف قطاع الفلاحة قفزة نوعية في استغلال الأراضي الزراعية من خلال مرافقة متعاملي القطاع بمختلف البرامج ومنح عقود الامتياز الفلاحي للشباب وفق الإجراءات التي أقرتها الحكومة لفائدة هذه الشريحة باعتبار الفلاحة رافدا هاما للتنمية المحلية واستحداث مناصب الشغل إلى جانب تحقيق الأمن الغذائي نظرا لما تتوفر عليه هذه الولاية من مياه باطنية وأراض صالحة للزراعة عبر مساحات شاسعة إضافة إلى توفرها على واحات نخيل تضم 7، 3 ملايين نخلة منها 7، 2 مليون نخلة منتجة ل49 نوعا من التمور، حيث استفادت هذه الفضاءات من غلاف مالي قدر ب16 مليار دينار لتنميتها والمحافظة عليها. كما عرفت المنطقة تجسيد مشاريع هامة لتحسين طرق السقي الفلاحي بشقيه الحديث والتقليدي من خلال حفر أزيد من 200 بئر عميقة وصيانة أكثر من 40 من الفقاقير التي تعد موردا اقتصاديا وموروثا ثقافيا في الوقت ذاته. أما فيما يخص السياحة، فيعد القطاع احد المجالات الداعمة لجهود التنمية المحلية لما يساهم به في خلق مناصب الشغل والثروة خاصة مع المشاريع المسجلة بالموازاة مع التدفق السياحي المتزايد نحو منطقة قورارة التي تعد مقصدا سياحيا بامتياز. وقد حفزت هذه الحركية السياحية المطردة على إقامة عدة مشاريع عمومية وخاصة لإنجاز مرافق الإيواء التي ساهمت في الرفع من قدرات الاستقبال التي عرفت قفزة نوعية من 380 سريرا سنة 2001 إلى أزيد من 1.090 سريرا مهيأ للاستغلال حاليا، إلى جانب منح الاعتماد لستة مشاريع سياحية ستعزز الحظيرة السياحية ب1.200 سرير جديد، فضلا عن تحديد 5 مناطق للتوسع السياحي عبر الولاية. في حين عرف القطاع خلال السنة الجارية نقلة ملحوظة نحو خوض الاحترافية في الخدمات الفندقية من خلال إبرام اتفاق بين فندق رياض قصر ماسين التابع لأحد الخواص وسلسلة ‘'فوندوم'' العالمية المتخصصة في تسيير الفنادق.
صيغة السكن الريفي الأكثر طلبا أما في مجال السكن وبحكم الخصوصية الجغرافية لهذه الولاية الصحراوية الواقعة بالجنوب الكبير والمتميزة بانتشار أكثر من 490 قصرا فقد استفادت من البرنامج الخماسي 2010 / 2014 من 28.000 إعانة موجهة لنمط السكن الريفي منها 13.000 وحدة خلال السنة الجارية، حيث استهلك منها 9.000 إعانة كما تم خلال هذه الفترة تسجيل 7.150 وحدة من السكن الاجتماعي انطلقت معظمها في الأشغال. كما تم رصد 1.000 وحدة من السكن الترقوي المدعم إضافة إلى 500 وحدة في السكن الترقوي العمومي و800 وحدة سكنية في صيغة "عدل"، حسب مصالح الولاية. واتخذت مصالح الولاية إجراءات ميدانية لمعالجة مشكل العقار الذي كان مطروحا خاصة من طرف مستفيدي السكن، وذلك باستحداث مساحات عبر كل بلدية لتمكين المعنيين من إنجاز مساكنهم ضمن فضاءات عقارية تستجيب لمعايير ومتطلبات التهيئة العمرانية.
مشاريع هامة لتحسين الخدمات الصحية وفي مجال الصحة، فقد استفادت الولاية من عدة مشاريع من شأنها تحسين وتقريب الخدمات الصحية من المواطن من أبرزها مشروع إنجاز قطب طبي بعاصمة الولاية بغلاف مالي بلغ 15 مليار دينار، يضم أربع منشآت صحية من بينها مستشفى 240 سريرا ومركز مكافحة أمراض السرطان، إلى جانب عدة مستشفيات من صنف 60 سريرا وعيادات متخصصة ومتعددة الخدمات.
مشاريع كبرى من الهياكل التربوية والطرقات وعرفت ولاية أدرار طفرة نوعية في إنجاز الهياكل التربوية التي ساهمت في القضاء على ظاهرة الاكتظاظ بحجرات الدراسة وتخفيف معاناة تنقل التلاميذ، حيث شهدت إنجاز وتسليم 7 ثانويات جديدة، ومتوسطتين في ظرف سنة واحدة، فيما تم الشروع في إنجاز 4 ثانويات أخرى خلال هذه السنة. وبالنظر إلى وضعية الولاية التي تبعد عن العاصمة ب1.500 كلم وتباعد المسافات بين مختلف أقاليمها فقد تعززت الولاية بحصة معتبرة من شبكات الطرق لفتح منافذ نحو الولايات المجاورة وتقريب المسافات. كما تبذل جهود كبيرة لإنجاز طريق رقان-برج باجي مختار الذي يقطع صحراء تانزروفت جنوب الولاية على مسافة 650 كلم إلى جانب إنجاز 190 كلم من الطرق البلدية لفك العزلة عن القصور.