تشهد ولاية معسكر التي تتأهب لاستقبال غدا الثلاثاء الوزير الأول السيد عبد المالك سلال انجاز العديد من البرامج التنموية الكفيلة بتنمية القدرات الفلاحية بهذه المنطقة وخاصة في قطاع الري بالنظر للمؤهلات المحلية في هذا المجال. وفي هذا الصدد ينتظر المواطنون والفلاحون بشغف انتهاء أشغال مشروع ربط 11 بلدية بشبكة التموين بالماء الصالح للشرب انطلاقا من رواق مستغانم-أرزيو-وهران (ماو) ومحطة تحلية مياه البحر للمقطع (وهران) والذي رصد له مبلغ 10 ملاييردج حيث سيوفر 122 ألف متر مكعب من المياه يوميا لحوالي 300 ألف نسمة. وسيسمح هذا المشروع أيضا بتوجيه كميات هامة من المياه السطحية المخزنة بالسدود الأربعة التي تضمها الولاية نحو القطاع الفلاحي الذي يوظف زهاء 100 ألف عامل وخاصة بسهل "غريس" الممتد على مساحة 162 ألف هكتار موزعة على 13 بلدية وهو السهل الذي انتهت الدراسة الخاصة بإنشاء محيط مسقي به. ويتوقف الانطلاق في إنجازه على المياه الشروب التي سيوفرها رواق "الماو" ومحطة تحلية مياه البحر حيث سيخصص جزء هام من مياه سدي ويزغت وبوحنيفية لسقي الأراضي الزراعية في هذا السهل وسهلي هبرة وسيق (شمال الولاية) اللذان تبلغ مساحتهما 158 ألف هكتار ويستفيدان حاليا من كمية معقولة من الماء للري الفلاحي. وتجري عملية إزالة 6 ملايين متر مكعب من الأوحال من سد بوحنيفية بوتيرة متسارعة قصد رفع طاقة تخزينه الى 40 مليون متر مكعب بعدما رصد لذلك مبلغ 1 مليار و73 مليون دج حيث يعتمد المشروع الذي وصلت نسبة تقدم الاشغال به إلى 35 بالمائة على تقنيات حديثة تسمح باسترجاع المياه المستعملة في إزالة الأوحال. كما يجري بمنطقة عين فراح بأقصى جنوب شرق الولاية على الحدود مع ولاية غليزان إنجاز سد جديد بطاقة 7 ملايين متر مكعب لتموين سكان المنطقة بالماء الصالح للشرب وإحياء السهل المسقي لواد الأبطال الممتد على أزيد من 400 هكتار الصناعة بمعسكر رافد آخر للتنمية وبالاضافة الى الشهرة التي تتمتع بها في مجال الفلاحة فان ولاية معسكر تعتمد خطة محكمة لتطوير الصناعة حيث تمكن الشباك الوحيد اللامركزي للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار منذ بداية السنة الماضية من اعتماد 113 مشروع إستثماري بقيمة 4ر15 مليار دج وتمس مختلف النشاطات مما سيتيح توفير 1.831 منصب عمل دائم مباشر. ويأتي البناء والأشغال العمومية على رأس القطاعات التي سجلت مشاريع جديدة ب 38 مشروعا يليه قطاع النقل وملحقاته (33) ثم الصناعات الغذائية والتبغ والكبريت ب 28 مشروعا ثم قطاع الصناعة والمناجم ب 5 مشاريع والخدمات والصحة ب 5 مشاريع ومشروعين على التوالي. و منذ شروعه في العمل منتصف 2011 اعتمد الشباك المذكور 275 مشروع برأسمال يبلغ 5ر26 مليار دج. عمق تاريخي ب 7000 سنة ووجهة سياحية على خطى الأمير عبد القادر تنطلق السياحة بمعسكر نحو المستقبل بخطى ثابتة مرتكزة على عمق تاريخي وحضاري يمتد إلى 7000 سنة حيث تعتبر من المناطق الأولى التي سكنها الإنسان بدليل الحفريات التي كشفت عن إقامة "رجل تيغنيف" البدائي بالمنطقة التي تعد مسقط رأس قائد المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر. كما تزخر الجهة بإمكانيات طبيعية متنوعة من بينها مصادرها المائية المعدنية ببوحنيفية الشهيرة مما يجعلها وجهة سياحية مهمة خاصة مع تجسيد المشاريع الاستثمارية في القطاع ومنها 9 مؤسسات فندقية يجري إنجازها من قبل مستثمرين خواص منها خمسة فنادق ببلدية بوحنيفية فيما تتوزع الأخرى على تيغنيف بفندقين وسيق وعاصمة الولاية بفندق واحد لكليهما حيث ستوفر هذه المرافق 289 غرفة ب 590 سرير. يذكر أن ولاية معسكر تتوفر على 44 هيكلا فندقيا بطاقة 1.800 سرير منها 33 بمدينة بوحنيفية الشهيرة بمحطتها المعدنية السياحية التي حظيت بقرض بنكي بقيمة 25ر1 مليار دج لإعادة تهيئتها. كما اهتمت وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتراث التاريخي لمعسكر وكيفية استغلاله في تنمية الوجهة السياحية للولاية .فقامت بإنجاز مسار سياحي تاريخي يعتمد على المواقع التي عاش فيها الأمير عبد القادر أو شهدت معارك كبيرة خلال مقاومته حيث وضعت مسار يحمل إسم "على خطى الأمير عبد القادر" ويشمل الموقع التذكاري بأعالي جبال بني شقران ببلدية الكرط وزاوية سيدي محيي الدين ببلدية القيطنة مسقط رأس الأمير عبد القادر ومسجد "المبايعة" (سيدي حسان) الذي شهد المبايعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة إضافة إلى مقر القيادة والمحكمة بمعسكر وزمالة الأمير ببلدية سيدي قادة لتنتهي الجولة بموقع شجرة "الدردار" ببلدية غريس حيث جرت المبايعة الأولى. تحسين ظروف معيشة المواطنين التحدي الأكبر ومن جهة أخرى يشهد قطاع السكن والبناء بالولاية نهضة كبيرة يعكسها عدد السكنات الجاري إنجازها وكذا السياسة الجديدة لتخطيط المدن التي تعتمد على إنشاء أقطاب حضرية جديدة في جميع الجهات. وتم ببلديات معسكر والمحمدية وسيق ومطمور وواد الأبطال إنشاء 8 أقطاب تضم في مجموعها 27.569 سكن من مختلف الأنماط إضافة إلى عشرات المرافق الخدماتية. كما رصدت مصالح الولاية مبالغ مالية كبيرة لتجديد شبكات الماء الشروب والصرف الحصي والكهرباء والغاز وتزفيت الطرقات لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. كما شرع في إنجاز مستشفى متخصص في العظام ببوحنيفية والانتهاء من إنجاز مستشفى بواد الأبطال ومركز للأمومة والطفولة بعاصمة الولاية ب 60 سرير ومصلحة جديدة للاستعجالات الطبية والجراحية بسيق وكلها من أجل تكفل أفضل بصحة المواطنين ناهيك عن إنجاز عشرات الأسواق اليومية والأسبوعية وغيرها من المرافق.