يحي الشعبان الجزائري والتونسي غدا السبت الذكرى 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف تزامنا مع انعقاد اللجنة المشتركة الكبرى التي ستعكف على اثراء برنامج خاص بتنمية المناطق الحدودية الرابطة بين البلدين. ولقد كانت ساقية سيدي يوسف —وهي منطقة حدودية— تشكل انذاك قاعدة خلفية استراتيجية لوحدات جيش التحرير المتواجدة بالمنطقة الشرقية حيث استعملت لايصال الأسلحة والمعدات والمؤونة كما استخدمت لعلاج الجرحى واستقبال المعطوبين. وبعد مضي أربع سنوات عن اندلاع ثورة التحرير المظفرة انتهجت قوى الاستعمار الفرنسي مخططات ترمي إلى اخماد الكفاح المسلح عبر مختلف وسائل الدمار والقمع الوحشي للمدنيين الأبرياء العزل. لذا قام الطيران الحربي الفرنسي بشن سلسلة من الغارات الجوية المكثفة ضد هذه البلدة التونسية الامنة يوم 8 فيفري من عام 1958 في محاولة لاحداث شرخ في العلاقات النضالية بين أبناء الشعبين الجزائري و التونسي. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عشرات المواطنين من الجزائريين والتونسيين على حد السواء علاوة على تخريب وتدمير العديد من المرافق التربوية والثقافية والبنيات التحتية . لكن هذا العدوان سبقته عدة تحرشات فرنسية أخرى حيث تعرضت ذات القرية يومي 1 و 2 أكتوبر 1957 إلى اعتداء فرنسي بعد أن أصدرت الحكومة الفرنسية انذاك قرارا بتاريخ 1 سبتمبر 1957 يقضي بملاحقة المجاهدين داخل التراب التونسي . ثم تعرضت الساقية إلى اعتداء ثان في 30 جانفي 1958 بعد أن تعرضت طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني مع مقتل العديد من الجنود الفرنسيين واعتقال اخرين لتختتم تلك التحرشات بالغارة الوحشية يوم 8 فيفري 1958 . و من منطلق التاريخ والنضال المشترك ووحدة التطلعات أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته الأخيرة لتونس بأن "العلاقات الجزائرية-التونسية يمكنها أن تنطلق بأريحية كاملة مع اعادة الحرارة إلى بناء المغرب العربي الذي أصبح أولوية". وبدوره لم يفوت رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة الفرصة للتعبير عن "امتنانه للدعم المتواصل" الذي ما انفكت تقدمه الجزائر لتونس على جميع الأصعدة مشددا على أنه اختار أن تكون أول زيارة له للخارج باتجاه الجزائر بالنظر إلى "متانة "العلاقات الثنائية والمكانة المتميزة التي تحتلها الجزائر" مشيرا إلى أن الاحتفالات الجارية لاحياء للذكرى ال 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف "قد أعطت دلالة أقوى لزيارته للجزائر.