أجمع التقنيون الذين يمثلون مختلف المنتخبات المشاركة في البطولة الافريقية للشراع (لازير 4.7) ببني هارون بميلة (2-7 مايو) أن هذه المنافسة كانت أحسن من سابقتها غير أن المنتخبات الافريقية تبقى مطالبة بتفعيل الجانب البدني لبلوغ المستوى المطلوب والعمل على جوانب أخرى يتغاضى عنها الرياضيون والتي تولى باهتمام كبير من قبل الدول المسيطرة في هذا المجال. وحسب الملاحظين فإن إجراء المنافسة على مستوى السدود يعد أصعب مقارنة مع البحر بسبب تنوع اتجاهات الرياح , مما يتطلب تقنيات عالية ومجهودات بدنية مضاعفة. ودعا مختلف المدربين الى ضرورة تكثيف التربصات المشتركة, الى جانب المشاركة في مختلف المنافسات القارية الاقليمية والدولية وذلك بغرض تحسين المستوى علما وأن منتخبات القارة السمراء لم تدخل بعد قائمة أحسن 20 تشكيلة في العالم رغم التطور الذي شهدته مقارنة بما كانت عليه في السابق. وحسب مدرب جنوب افريقيا رودولف هولم فان "مردود الافارقة عرف تطورا ملحوظا, وهذا ما شاهدناه خلال ايام المنافسة الافريقية حيث كان الفوز يعود في بعض المراحل الى منتخبات انغولا والموزمبيق وهو مالم يكن في السابق". وأفاد أيضا "المنتخب الجزائري كان ندا كبيرا لنا لكن عناصرنا تغلبت بعاملي السرعة والتقنيات. أظن أن الفرق الإفريقية الى جانب جنوب افريقيا تبقى منقوصة من الناحية البدنية". ويرى مدرب منتخب أنغولا, موزيش كامودا, أن "المستوى الافريقي في اختصاص اللازير جاء أحسن من السابق وكان عاليا سيما من قبل الجزائريين والجنوب افريقيين. إلا أن الصعوبات كانت في اختلاف اتجاهات هبوب الرياحو كما ان السد أصعب من البحر لأنه مغلق مقارنة مع الشواطئ". وعن الحلول النتوخاة لرفع مستوى بحاري القارة, يقول المدرب كامودا "يجب الاكثار من المنافسات الافريقية باستمرار للسماح لمنتخبات القارة بالاحتكاك فيما بينها, مع تكثيف التربصات لبلوغ المستوى العالمي ومشاهدة رياضي افريقي يعتلي منصة التتويج الدولية". من جهته, اعتبر مدرب المنتخب التونسي, معز بن سلامة, ان "مستوى المنافسة الافريقية عالي مما صعب مأمورية المشاركين التونسيين, سيما في السرعة والتكتيك, حيث أن السد ليس مثل البحر لانه يتطلب تقنيات عالية". وقال أيضا "منتخب جنوب إفريقيا حضر جيدا لهذا الحدث ما سمح له بالتتويج". وأفاد المدرب التونسي بأنه "في أوروبا يدرسون "الشراع" كمادة وليس فقط كرياضة وهناك دراسة تقام في هذا المجال قبل الدخول الى المياه, مع تسخير طاقم فني يضم محضر بدني اضافة الى التركيز الكبير على التحضير النفسي". كما أكد المدرب بن سلامة بأن "البلدان الإفريقية تمتلك مناخ مناسب لممارسة الملاحة الشراعية وبإمكانها إجراء تحضيرات جيدة, أما في أوروبا و البلدان المسيطرة فتركز أكثر على الجانب العلمي وعلى أدق التفاصيل بما انها تمتلك مناخا يصعب التدرب فيه". واقترح المتحدث مفاتيح تطور الشراع الافريقية قائلا "الإكثار من المنافسات الخاصة بالشباب و التأقلم مع عدم استقرار الجو وتغير اتجاهات الرياح فجأة, العمل على الجانب البدني بالتركيز على قوة التحمل, نظرا أن الدول الأولى عالميا تركز على ذلك كثيرا, هي الحلول المقترحة للنهوض بهذه الرياضة في افريقيا لكن هذا يتطلب تدريبات ماراطونية". أما بالنسبة لمدرب المنتخب المغربي, نبيل العسراوي, فقد أكد بأن "المستوى العام للبطولة كان كبيرا وفي تحسن مستمر. شاهدنا صراعا قويا بين الجانبين الجزائري والجنوب افريقي, كما شكلت أنغولا مفاجاة الدورة باحتلال احد بحاريها المرتبة الخامسة". وأوضح العسراوي بأن النقائص التي تعاني منها مختلف منتخبات القارة تعود الى "الجانب البدني إضافة إلى هبوب رياح قوية والمتغيرة دوما وهذا ينطبق على الجميع, لتبقى فقط مهارات وتقنيات البحار والنجاح يكون من نصيب الرياضي الذي يحضر جيدا خاصة من الناحية الفنية". وتبقى أحسن المنتخبات الافريقية ضمن قائمة احسن 30 و 40 فريقا في العالم, مما اعتبره التقنيون انه "ترتيب بعيد" عن التطلعات, مشددين على ضرورة الاهتمام اكثر بفئة "اوبتيميست" المخصصة لاقل من 15 سنة لتكوين جيل مستقبلي في هذه الرياضة التي تتطلب كثير من الجهد العضلي والسرعة في ردات الفعل وكثير من الذكاء. ومنذ سنة 2010 لم تجر بطولة افريقية لاختصاص اللازير 4.7 (شراع يبلغ طولها 4 أمتار و70 سنتيمترا,وتمارسه فئة ما بين 15 و 18سنة ذكور-اناث), حيث جرت تلك المنافسة بالجزائر العاصمة وكان من نصيب الخضر لدى الجنسين.