أكد المشاركون في اليوم الثاني من أشغال الندوة 17 لوزراء خارجية دول عدم الانحياز المنعقدة بالجزائر على ضرورة تعزيز التقارب والتضامن بين دول الحركة لتطوير مشاريع التنمية المستدامة لبلدان عدم الانحياز ومكافحة آفة الإرهاب و الجرائم المنظمة العابرة للحدود. و أبرز في هذا الاطار رئيس الوفد السوري في مداخلة له أن إختيار الجزائر لشعار "تعزيز التضامن والازدهار" خيار"يستحق الدعم" اذ ان التضامن شكل دائما جوهر عمل الحركة ومحرك النجاحات التاريخية التي حققتها حركة عدم الانحياز سيما في القضاء على الاستعمار و التمييز العنصري ونزع السلاح والتنمية. و أضاف ان التطورات التي تشهدها بلداننا في ظل "سياسات استعمارية جديدة" لفرض الهيمنة على دولنا تحت شعار "ربيع عربي افتراضي" تؤكد اليوم على "أهمية الدور الذي تضطلع به حركة عدم الانحياز على الساحة الدولية" مضيفا ان المجتمعين اليوم ينتظرون لجعل هذا اللقاء "خطوة هامة" في تعزيز تعاضد وتضامن حقيقي لارساء السلام لكافة الدول الاعضاء وان تتم ترجمة هذا الشعار فعلا وعملا في المرحلة القادمة. - تنامي الإرهاب من التحديات الجدية التي تواجه الدول غير المنحازة - أجمع المشاركون في الندوة الدولية لوزراء خارجية دول عدم الانحياز على أن تنامي المخاطر الناشئة دوليا في مقدمتها ظاهرة الإرهاب وتزايد التوجه إلى القوة بشكل انفرادي ومحاولات تشريعها من "التحديات الجدية" التي تواجه حركة عدم الانحياز التي قامت مبادئها على ترسيخ احترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة اراضيها. ودعا في هذا الشأن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة اعضاء حركة عدم الاحياز إلى "التفكير سويا في السبل والاستراتيجيات اللازمة للتصدي الجماعي لكل ما يواجه العالم اليوم من توترات وصراعات والتوصل إلى سلم وامن مستديمين يضمنان مستقبل افضل لشعوب الحركة". و أبرز جودة ان التبادلات والاحداث التي شهدتها العديد من دول الحركة خلال السنوات الماضية الاخيرة ادت إلى "تنامي ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب" مما يتطلب مضاعفة جهود دول الحركة للقضاء عليها. وحسب الوزير الاردني فإن التوصل إلى هذه الاهداف يتم من خلال الدفع بإتجاه انهاء كل ما قد يؤدي إلى التوتر سيما في منطقة الشرق الاوسط التي تعد من "اكثر المناطق التي تستدعي جهود حركتنا من اجل احلال السلم فيه لا سيما في ظل غياب السلام العادل والدائم والشامل بين العرب واسرائيل الذي لا زال يشكل اهم مصدر التوتر في المنطقة". -الدعوة إلى ايجاد حلول لتنمية مستديمة ودمقرطة النظام الدولي- شكلت الندوة 17 لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز فرصة لرفع التحديات الاقتصادية والتنموية التي تسهر العديد من دولها على ارسائها على ارض الواقع لتحقيق عالم افضل لشعوبها. وأكد وزير خارجية الكونغو سام بازيل ايكوويبي في تدخله أن أعضاء الحركة يسهرون لبلوغ "حوكمة عالمية اكثر شمولية واكثر انصافا " والتي تلتزم الدول الافريقية لان تلعب دورا اساسيا فيها. وأضاف أن مثل هذه الخطوة تتطلب "تضامن دول الحركة وتوحيد صفوفها لرفع التحديات ودمقرطة النظام الدولي سيما منها اعادة اصلاح الاممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية. من جانبه دعا ممثل العراق دول الحركة إلى مسايرة "القضايا العالمية التي لها اهمية كبيرة في الوقت الحالي كقضايا المناخ والبيئة والتنمية المستدامة صياغة نظام عالمي جديد". بدورها رافعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما من أجل "المزيد من الوحدة والتضامن" داخل حركة بلدان عدم الانحياز حتى "تتمكن من مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهها". و أكدت زوما بأن "حركة بلدان عدم الانحياز منظمة هامة لا سيما بالنسبة لبلدان الجنوب و البلدان الافريقية" مضيفة انه "بالرغم من انشاءها في عهد تصفية الاستعمار فاليوم علينا أن نواجه تحديات جديدة تتطلب منا المزيد من الوحدة و التضامن".