تبدأ اليوم الأربعاء أشغال القمة ال 15 لدول حركة عدم الانحياز بشرم الشيخ بمصر بمشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيزبوتفليقة. وستدرس القمة التي تجري أشغالها تحت شعار "التضامن الدولي من اجل السلم و التنمية" على مدى يومين التحديات الراهنة التي تواجهها حركة عدم الانحياز وفي مقدمتها تداعيات الأزمة المالية وأثارها على بلدان الحركة. كما سيتناول رؤساء دول وحكومات عدم الانحياز القضايا المطروحة على الساحة الدولية سواء كانت قضايا دولية أو إقليمية أو ملفات ذات طبيعة خاصة ومنها حقوق الإنسان وحوار الحضارات وإصلاح نظام الأممالمتحدة و الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر والقرصنة وقضايا التدخل الإنساني وغيرها. وتناقش القمة التي يشارك فيها أكثر من 50 رئيس دولة و رؤساء الحكومات وأمراء ونواب الرؤساء كيفية التعامل مع هذه التحديات انطلاقا من قدراتها وتضامن دولها وتقديمها اقتراحات تسمح لها بالتأثير في العلاقات الدولية كشريك فعلي في اتخاذ القرار في هذه المرحلة التي يعاد فيها ترتيب أوليات النظام الدولي. وقد أكد الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية السيد مساهل في تصريحات للصحافة الوطنية ان اختيار شعار "التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية" جاء بعد التحاليل التي قامت بها دول الحركة حول الوضع الدولي وفي مقدمتها تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على بلدان عدم الانحياز إلى جانب الأزمة الفلاحية وأثارها على الأمن الغذائي في هذه الدول. وابرز ان هذا الشعار يؤكد نزعة الحركة وطبيعتها والتي أسست من اجلها والتي تعمل على أن تكون إطار للتضامن بين البلدان النامية مشيرا إلى الظروف التي تمر بها الحركة التي تعد من أصعبها في تاريخ البشرية حيث تتميز بعدم الاستقرار مما يؤكد الحاجة إلى حركة "قوية وموحدة". وسيطرح على قادة الدول وحكومات حركة عدم الانحياز الوثائق التي وافق عليها وزراء لخارجية دول الحركة في اجتماعهم التحضيري خلال اليومين الماضيين لدراستها واعتمادها نهائيا. وتتمثل هذه الوثائق في البيان الختامي الذي يتناول كافة القضايا المطروحة على الساحة الدولية اقتصادية وسياسية وغيرها الى جانب بيان وزراء الخارجية المرفوعة للقمة عن نتائج اجتماعاتهم و إعلان شرم الشيخ الذي يتناول المسائل التي تحظى باهتمام القمة والمجتمع الدولي في الفترة الراهنة. وستنظر القمة في مشروع إعلان اللجنة السياسية المنبثقة عن حركة عدم الانحياز الخاص بالرئيس السابق نيلسون مانديلا والذي تقدمت به جنوب أفريقيا للاحتفال بعيد ميلاده يوم 18 جويلية واعتباره يوما عالميا لما له من دور بارز وهام فى حركات التحرير ونضاله من أجل تحرير بلاده وباعتباره شخصية تاريخية كان لها تأثيرها على القارة الإفريقية. وسيعرض كذلك على رؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز مشروع إلاعلان الختامي الصادر عن لجنة فلسطين التابعة لعدم الانحياز الذي أقره أعضاء اللجنة المتكونة من 13 دولة بما فيها الجزائر الى جانب البيان الذي تقدمت به كوبا للمطالبة برفع الحصار التجاري والاقتصادي عنها. وستعقد القمة ال15 على مدى يومين حيث تجري اشغال اليوم الأول في جلستين صباحا ومساء بينما تجري أعمال القمة في اليوم الثاني في جلسة واحدة دون توقف. وكانت القمة الأخيرة التي عقدت في هافانا (كوبا) في 2006 قد صادقت على خمسة وثائق تدعو الى التضامن ضمن البلدان الأعضاء للاستجابة أحسن للتحديات العالمية الجديدة. وتستغرق فترة رئاسة القمة ثلاث سنوات وتنتقل بعدها لدولة أخرى. وفى اطار الثلاث سنوات هناك ما يسمى "ترويكا عدم الانحياز" وهى الرئاسة السابقة والحالية والقادمة. ويعملون سويا وباتساق للدفاع عن مصالح الحركة وتمثيلها في أي مسائل تتعلق بمسار المفاوضات على مدى السنوات الثلاث.