حظي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي بترحيب دولي واسع، بعد نيلها الثقة من مجلس النواب العراقي يوم الاثنين في خطوة اعتبرت "إنجازا هاما نحو تعزيز مسيرة الأمن و الاستقرار" في البلاد، لاسيما في مواجهة ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي بات يسيطر على أجزاء واسعة من البلاد. وكانت حكومة رئيس الوزراء العراقي المكلف العبادي قد نالت مساء الاثنين ثقة البرلمان أثناء جلسة قدم فيها تشكيلة الحكومة المنقوصة من ثلاث وزارات أساسية. كما عرض العبادي برنامج حكومته وأكد التزامه بتشكيل "حكومة وطنية جامعة تعمل بروح الفريق الواحد على أساس مبدأ الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرارات والمسؤولية التضامنية بين أطرافها على أن تمارس مهامها وفقا للصلاحيات الدستورية والقانونية". وصوت 177 نائبا حضروا جلسة التصويت لصالح الحكومة التي أدى أعضاؤها المصادق عليهم لاحقا اليمين القانونية وصوت النواب أيضا على تعيين ثلاثة نواب لرئيس الوزراء، هم هوشيار زيباري وصالح المطلك وبهاء الأعرجي وثلاثة نواب لرئيس الجمهورية هم نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي. وكانت جلسة منح الثقة قد انطلقت برئاسة رئيس البرلمان سليم الجبوري وبحضور 182 نائبا من مجموع 328 نائبا وذلك في ظل مقاطعة كتلة "التحالف الكردستاني" وانسحاب كتلة "بدر" (المنضوية في التحالف الوطني الشيعي) بقيادة هادي العامري لكن النواب الأكراد عادوا لاحقا وشاركوا في التصويت إثر موافقة الأحزاب الكردية الخمسة الممثلة في البرلمان على المشاركة في الحكومة الجديدة. للتذكير فإن الرئيس العراقي فؤاد معصوم كان قد كلف العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة في 11 أغسطس الماضي خلفا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. ترحيب أممي وأمريكي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وبمنحها الثقة من قبل البرلمان ودعا القادة العراقيين إلى التوافق بشأن الحقائب الشاغرة في التشكيلة الوزرارية دون تأخير معتبرا تشكيل الحكومة "خطوة إلى الأمام نحو الإستقرار السياسي و السلام في العراق". كما رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتشكيل الحكومة العراقية وجدد دعم بلاده للعراق وفقا لما ذكره البيت الابيض في إتصال هاتفي مع العبادي. و أكد أوباما أن واشنطن ستدعمها في حربها ضد التنظيمات المتشددة مضيفا أنه اتفق مع العبادي على "اهمية اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي". من جهته رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة العبادي و اعتبرتها خطوة أساسية لمواجهة ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". كما رحبت الجامعة العربية بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة حيث عبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان له اليوم عن تضامن الجامعة مع الحكومة العراقية و مؤازرة جهودها في مكافحة الإرهاب وما يرتكبه تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق العراقيين جميعا من جرائم وانتهاكات تمثل جرائم حرب ضد الإنسانية مؤكدا ضرورة حشد الجهود العربية و الدولية لمساندة العراق في هذه المرحلة الحرجة. بدورها أعربت ألمانيا عن إرتياحها لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأوضح الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفين زايبرت أن المستشارة أنجيلا ميركل أجرت اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي وأعربت له عن تمنياتها له بالنجاح بمهام عمله الجديدة وأن يتحلى بالمرونة والشفافية لكسب جميع أطياف الشعب العراقي مؤكدة دعم حكومتها للعراق. وفي إيران قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان " إن الجمهورية الإسلامية تدعم قرار البرلمان العراقي بشأن الموافقة على الحكومة الجديدة التي اقترحها العبادي والذي استند إلى الدستور العراقي". كما شدد على دعم إيران للحكومة العراقية الجديدة تحت رئاسة العبادي داعيا دول المنطقة لمساعدة العراق في عملية اجتثاث الإرهاب مضيفا "إن الشعب العراقي فضلا عن الزعماء السياسيين والدينيين في البلاد أثبتوا أنهم لن يسمحوا لأعداء المنطقة بالإضافة إلى التكفيريين والإرهابيين أن يشكلوا خطرا على الأمن الإقليمي". واشنطن تعرض خطة للهجوم على عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" تزامن تشكيل الحكومة العراقية مع شروع إدارة الرئيس الأمريكي في عرض خطته للهجوم على عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على أعضاء الكونغرس. وأفاد مساعدون في الكونغرس أمس أن مسؤولين في إدارة أوباما سيعقدون سلسلة لقاءات هذا الأسبوع والأسبوع القادم مع أعضاء الكونغرس. وسيقدم مسؤولون في الإدارة الخميس القادم إيجازا لكل أعضاء الكونغرس بشأن خطة الرئيس للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية". وسيوجه الرئيس أوباما خطابا إلى الأمة الأمريكية الأربعاء يعرض فيه خطته للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" وسيسبق هذا الخطاب اجتماع لأوباما مع أربعة من قيادات الكونغرس.