يستعد العراق لطي صفحة نوري المالكي المثير للجدل إثر تكليف حيدر العبادي رئيساً جديداً للوزراء، الاثنين، سيكون من أبرز مهامه الصعبة جداً إخراج البلاد من الحرب مع المتطرفين الجهاديين ومنعها من التفكك. وسارعت واشنطن، التي تشن ضربات عسكرية للمرة الأولى منذ انسحاب قواتها من العراق أواخر العام 2011 وفرنسا وبريطانيا والأممالمتحدة، إلى تهنئة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، الذي يتعين عليه تقديم تشكيلة الحكومة خلال مهلة شهر، على أن تضم جميع ألوان الطيف السياسي في البلاد. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين، بتكليف حيدر العبادي متمنياً انتقالاً سلمياً للسلطة مع تشكيل حكومة تمثل كافة مكونات المجتمع. وقال، خطا العراق خطوة واعدة إلى الأمام. وأضاف "أمام القيادة الجديدة مهمة صعبة لاستعادة ثقة مواطنيها من خلال حكومة جامعة واتخاذ خطوات تؤكد عزمها". ووعد أوباما خلال اتصال هاتفي بتقديم "الدعم" لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي. ورفض المالكي تسمية العبادي مؤكداً حقه في ولاية ثالثة وقال إن تعيين خلف له يعتبر انتهاكاً للدستور بدعم أمريكي. وأضاف "نرفض الخرق الدستوري" في إشارة إلى تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة خلفاً للمالكي. كما اتهم المالكي واشنطن بالتورط في المسألة، قائلاً إن "واشنطن تقف إلى جانب من خرق الدستور". وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد في وقت سابق الاثنين، أن واشنطن تدعم الرئيس العراقي فؤاد معصوم محذراً المالكي من إثارة اضطرابات. وأمر المالكي بانتشار عسكري واسع النطاق نظراً لتأييد قسم كبير من ضباط القوات المسلحة له، في حين دعا ممثل الأممالمتحدة نيكولاي ملادينوف الجيش إلى عدم التدخل في العملية السياسية. وتمركزت قوات النخبة والشرطة والجيش بكثافة قرب المواقع الإستراتيجية في بغداد حيث قطعت مفاصل الطرقات الرئيسية وأغلقت الجسور والمنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة. وقال معصوم أثناء تكليف العبادي تشكيل الحكومة إن "البلد بين يديك الآن". والعبادي من حزب الدعوة على غرار المالكي ومقرب منه. وبات تشكيل حكومة وطنية تضم جميع مكونات العراق، مطلباً للمجموعة الدولية لمواجهة جهاديي الدولة الإسلامية الذين استولوا منذ التاسع من جوان الماضي على مناطق واسعة وارتكبوا فظاعات بحق الأقليات الدينية ودفعوا مئات آلاف الأشخاص إلى النزوح وسلوك طريق المنفى. من جهته، أشاد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتسميته رئيساً جديداً للوزراء والذي وصفه ب"الخطوة الحاسمة" بعد أشهر من الجمود السياسي في بغداد. وكانت الولاياتالمتحدة أعربت عن تخوفها الشديد من تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ بدء هجومهم في جوان حيث استطاعوا فرض سيطرتهم على الموصل ومناطق أخرى. وفي مواجهة تقدم تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه إقليم كردستان وافق الرئيس الأمريكي على شن غارات جوية لحماية مدينة أربيل عاصمة الإقليم، كما دعا لتغيير حكومي في بغداد لمواجهة هذا التهديد.