تعيش ولاية المسيلة قبيل حلول عيد الأضحى على وقع ثلاثية الأقرن الأملح والأغلى حيث تحولت أسواق الماشية عبر الولاية إلى زرائب كبيرة تجمع فيها الكباش والخرفان والنعاج وتعرض للبيع على زبائن يأتي بعضهم من ولايات مجاورة كبرج بوعريريج و باتنة والمدية بل حتى من العاصمة وسكيكدة و قسنطينة وغيرهما. ويحبذ الزبائن الذين يلامون من قبل سكان الحضنة على أنهم يشترون الأضحية دون فصل في السعر حتى أن الموالين والسماسرة أصبحوا يعرفون وقت قدومهم إلى الأسواق ليبيعوا لهم ماشيتهم. والمؤكد لدى الباعة أن القادمين من ولايات مجاورة يسهل التعرف عليهم ليس من خلال لهجتهم فحسب بل وحتى من طريقة التعامل مع البائع الذي لا يهدر الكثير من الوقت حتى يبيع لهم خرفانه أو نعاجه. ويحبذ الزبائن حسب أراء عديدة استقتها "وأج" عبر أسواق الماشية لكل من المسيلة عين الملح جنوبا وعين الحجل شمالا بل وحتى مقرة شرقا اقتناء الخروف أو الكبش الأقرن و ذلك اقتداء بسنة الرسول صلة الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين أقرنين مليحين. والأقرن حسب العامة في المسيلة يسمى ب"المقران" الذي له قرون التي تختلف حسب سلالة الكبش منها أولاد جلال الذي عادة ما يحبذه الزبائن أن يكون ذو قرون ملتوية على الأذنين فكلما كانت القرون ملتوية كلما كان الكبش أكبر سنا و أكثر لحما غير أن من بين سلبيات الكبش الكبير سنا أن لحمة لا يطهى بسهولة ويحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يطهى و يصبح سهل الأكل بل قد يكون أقل نوعية من حيث المذاق إذا ما قورن بلحم الخروف ذو القرون القصيرة أي صغير السن. ولا يعني حسب الآراء أن الخروف غير الأقرن ليس مطلوبا من زبائن الولاية وسائر جهات البلاد بل يسوق الباعة الخرفان من هذه النوعية لغالبية المضحين للعديد من الاعتبارات من بينها صغر سن الخروف ومذاق لحمه الجيد بل ويصلح للشواء كما للقلي و الطهي لتحضير عديد الأطباق خلال أيام العيد. وفيما يتعلق بالأملح فهو حسب التعبير المحلي ذلك الكبش ذو البشرة السوداء أو البيضاء على حد سواء ويكون لونه ليس أبيضا بل مائلا إلى الاصفرار أو السواد فهو فضلا عن الأقرن يحبذ شراءه المضحين سواء القادمين من مختلف مناطق الوطن أو القاطنين بإقليم الولاية. ويشير بعض من المربين في منطقتي بن سرور جنوبا و أولاد منصور شمالا إلى أن الأملح بمعنى ذو الوجه الأسود نادرا ما يوجد في سلالة أولاد جلال للعديد من الاعتبارات من بينها أن هذه السلالة معروفة غالبا بالبياض المائل إلى الاصفرار وهي الصفة السائدة لدى الكباش والخرفان. وثبت حسب معطيات ميدانية مدعمة بدلائل مستقاة من مربي الماشية بولاية المسيلة أن الكبش أو الخروف الأقرن والأملح هو أيضا "ملحم" ما يعني أن أزيد من 90 بالمائة من وزنه عبارة عن لحم صافي وهي ميزة جعلت بعض التجار بناحية الجزائر العاصمة وتيبازة يقومون ببيعه بعد الوزن على أن يدفع الزبون ثمن الكبش حسب الكيلوغرامات وهو دليل آخر على أن كباش وخرفان منطقة الحضنة هي أكثر لحما من غيرها ببعض مناطق الوطن خصوصا الجبلية وليس السهبية التي تشترك معها في هذه الميزة . ومن ناحية أخرى فقد تعود بعض المواطنين القادمين من مختلف مناطق البلاد على اقتناء خروف العيد من المسيلة لميزة أخرى و هي مذاق لحم الخروف الذي يرعى في المراعي والسهوب ويأكل من نباتاتها خصوصا "الشيح" حتى أن مستهلكي لحم الضأن المسيلي من سكان هذه الأخيرة دون سواهم أصبحوا يفرقون بين الأضحية التي كانت ترعى في المراعي و تلك التي تم علفها . والحديث عن العلف يجر إلى تأكيد البعض من التجار والموالين بولاية المسيلة بأن من يقتنون أضحية العيد القادمين من باقي ولايات الوطن خصوصا من الجزائر العاصمة قليلا ما يفرقون بين الماشية التي تم علفها وتسمينها والتي كانت ترعى في السهول لدرجة أن بعض الباعة يقومون بالتسمين خلال الأشهر القليلة التي تسبق عيد الأضحى حتى باستعمال المقويات وعلف الدواجن الذي يتجلى في المظهر العام للكباش والنعاج التي تظهر بيضاء ناصعة أشبه بالدجاج بل وحتى برازها يشبه براز الدجاج وهي إحدى السمات السلبية التي يقوم بها حسب الموالين الدخلاء الذين يغتنمون فرص الأعياد والمواسم. ويأتي في الأخير الطرح المتعلق بإحياء هذه السنة من خلال شراء الكبش الأقرن والأملح لكنه غالبا ما يكون أغلى ثمنا فالذين يشترون هذا النوع من الكباش يحضرون مبلغا يتراوح ما بين 70 ألف د.ج إلى 90 ألف و 100 ألف د.ج. و اعتبر البعض ممن كانوا بسوقي الماشية لكل من أولاد ماضي وحمام الضلعة أن الاقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يقدر بثمن مقدمين مبررا مقنعا لغالبية الناس وهو أن من يريد إحياء السنة عليه أن يجمع لها مالا طوال السنة حتى و إن كان باقتطاع ما بين 3 آلاف أو 4 آلاف د.ج كل شهر.