قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الثلاثاء إنه لا يمكن حل مشاكل قطاع غزة من دون النقاش في جذورها الأساسية و رفع الحصار المفروض عليه. و أوضح بان كي- مون في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع عدد من وزراء حكومة الوفاق الفلسطينية في غزة "أخبرت الجانب الإسرائيلي أن حل المشكلة في غزة لا يتم دون أن تحل جذور المشكلة ورفع الحصار". و أضاف أنه "من أجل حل جميع المشاكل الحالية لابد من استئناف مفاوضات السلام بينهما ومناقشة كل هذه المشاكل وإلا فإن هذا يعني أنها سوف تعود للعنف مرة أخرى". ووصل بان إلى غزة صباح يوم الثلاثاء عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة لتفقد مناطق الدمار في القطاع عقب العدوان الإسرائيلي الأخير عليه في الفترة ما بين 8 يوليو إلى 26 أغسطس الماضيين. و قال بان كي مون، إن الدمار الذي شاهده في غزة اليوم فوق الوصف وأكثر بكثير من الذي رآه في زيارته الأولى لغزة بعد عدوان إسرائيلي مماثل نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. و أبدى الأمين العام الاممي تضامنه مع عائلات الضحايا في غزة وتأكيد وقوف الأممالمتحدة إلى جوار الشعب الفلسطيني، قائلا "رغم أنني مثقل بهذه الهموم، إلا أنني جئت برسالة أمل وتضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل مستقبل واقتصاد أفضل". و تابع قائلا "دعونا نبني غزة إلى الأفضل، وكل شخص يستطيع أن يعيش في سلام وطمأنينة (...) المجتمع الدولي متعاطف تماما مع إعادة إعمار غزة عبر المنح التي أعلن عنها في مؤتمر القاهرة". و تعهدت الدول المانحة أول أمس الأحد، بجمع مبلغ 5.4 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وذلك خلال مؤتمر دولي عقد في القاهرة برعاية مصرية نرويجية حول إعادة إعمار غزة. -إصرار فلسطيني على إيجاد ضمانات دولية لرفع الحصار اجتمع بان كي مون مع خمسة من وزراء حكومة الوفاق في غزة يتقدمهم نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة زياد أبو عمرو الذي أشاد خلال المؤتمر الصحفي بدور الأممالمتحدة في دعم الفلسطينيين مؤكدا على ضرورة إيجاد ضمانات دولية لرفع الحصار عن قطاع غزة و ضمان عدم تدمير ما سيتم إعماره. و ذكر أبو عمرو، أن اللقاء مع بان كي مون تناول قضايا الإعمار وعمل المعابر وإدخال المواد اللازمة بالسرعة المطلوبة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة، وسبل تحسينها من خلال تسهيل حركة البضائع من القطاع إلى الضفة الغربية والعكس وإلى الخارج. و نبه إلى أنه لا بد من ايجاد ضمانات دولية لرفع الحصار على غزة و من ثم ضمان عدم تدمير ما سيتم اعماره مشددا على ان جذر المشكلة في غزة والأراضي الفلسطينية يكمن في استمرار الاحتلال لأراضي الدولة الفلسطينية وتوفير الأمن والاستقرار لا يتحقق دون الإنهاء السريع لهذا الاحتلال. وفور وصوله إلى قطاع غزة تفقد بان كي مون مناطق الدمار في حي الشجاعية شرق غزة، على أن يتفقد في وقت لاحق مدرسة تديرها الأممالمتحدة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة تؤوي مئات النازحين ممن دمرت منازلهم في الهجوم الإسرائيلي الأخير. يذكر ان الاحتلال الاسرائيلي شن عدوانا على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو إلى 26 أغسطس الماضيين وخلفت أكثر من 2140 شهيدا فلسطينيا ودمارا هائلا في المنازل السكنية والبني التحتية في القطاع. وزار بان كي مون امس الاثنين مدينة رام اللهبالضفة الغربية واجتمع مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.