وصف المشاركون في أشغال لقاء أدبي احتضنته يوم السبت ملحقة متحف "المجاهد" بسوق أهراس شاعر الثورة الراحل مفدي زكريا ب"أيقونة" الشعر الثوري في الجزائر وفي العالم العربي. و ذكر الأستاذ مدني زيقم من كلية الآداب بجامعة "محمد الشريف مساعدية" بسوق أهراس في مداخلة له تحت عنوان "أدب المقاومة والتحرير في الجزائر" أن مفدي زكريا واكب بشعره الحركة الوطنية والثورة الجزائرية مخلدا أجمل الأشعار في معاني الثورة والرفض والحرية و الانعتاق" مضيفا أن الشاعر مفدي زكريا "كان حبر أشعاره من دمه ومعانيها من روحه و وجدانه" . وقدم الأستاذ زيقم بالمناسبة تحليلا لإحدى قصائد مفدي زكريا التي صورت عنفوان الثورة التحريرية وبطولاتها تحت عنوان "الذبيح الصاعد" معتبرا أن هذه القصيدة رثائية لأحمد زبانة "لكنها لم تذرف دمعة واحدة لأن مفدي زكريا كتبها بالرصاص ولم يكتبها بالدموع". وتطرق المحاضر إلى دور الشعر و الأدب في الثورة مذكرا بعدد من الشعراء أمثال محمد الشبوكي ومحمد العيد آل خليفة والشيخ عبد الحميد بن باديس. ودعا الشباب إلى ضرورة الاعتزاز بالأدب الثوري واستلهام قيم الحرية والانعتاق وتقدير تضحيات الشهداء والمجاهدين. وتم التطرق بالمناسبة إلى سعي الاستعمار إلى تدمير مقومات الأمة الجزائرية ومعالم الثقافة والهوية والفكر لاسيما من خلال مصادرة الأوقاف الإسلامية والقضاء على التعليم باللغة العربية. وأشار متدخلون آخرون أن الشاعر مفدي زكريا ألهب الحماس بقصائده الوطنية التي تحث على الثورة والمقاومة ضد المحتل حتى لقب بشاعر الثورة الجزائرية وهو صاحب نشيد الثورة الجزائرية والنشيد الوطني الجزائري "قسما". وقد استمع الحضور كذلك لأغاني وطنية قدمها عازف العود لخضر طبيب على غرار "هروب" و"نغني للوطن" وهي الأغاني التي أداها ذات الفنان في عديد اللقاءات الوطنية عبر ربوع الوطن. ونظم هذا اللقاء فرع الاتحاد العام للكتاب الجزائريين بالتنسيق مع مع ديوان مؤسسات الشباب وجمعية "نون" الثقافية وملحقة متحف "المجاهد" والشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي والمكتبة الولائية للمطالعة العمومية وذلك في اطار احياء الذكرى ال60 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954.