شخصيات تاريخية وسياسية في مطلعها وزير الداخلية الأسبق الهادي لخديري إلتقت في الجمعية الثقافية الجاحظية أول أمس لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر والمجاهد محمد الشبوكي، حيث تناول رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرحمان شيبان جوانب إنسانية من حياة المرحوم الشيخ محمد الشبوكي الذي غادرنا في 13 جوان 2005 واسترجع الشيخ شيبان علاقته الخاصة بالراحل وقد تعرف عليه من ال 40 من القرن الماضي وأشار في سياق شهادته النادرة "لقد منحه الله ملاحة في الخلق والخلق والفكر والأدب والعلم وقضى حياته الطويلة - توفي عن عمر يناهز 89 عاما وشيع جثمانه في الشريعة بتبسة - بين فضيلة التأديب، التربية، الجهاد، التعليم والمسؤولية، وكان خلال تعرفه عليه بجامع الزيتونة في ال 40 كطالب طموحا مهتما بقضايا وطنه وأمته العربية - الإسلامية واتسم بالتواضع كما كان مناضلا مثاليا في جمعية العلماء المسلمين وسندا لقادتها إلى جانب ذلك مدرسا غيورا على الثقافة الوطنية مجاهدا في الثورة التحريرية وعرج على مسيرته بعد الاستقلال وكتابته للقصائد التي نشرت في جريدة "البصائر"• نجل الشيخ محمد الشبوكي المدعو سعدان أشاد بالتفاتة جمعية الجاحظية في احياء ذكرى وفاة والده واعتبرها مبادرة مميزة كما شكر وزيرة الثقافة التي نشرت ديوان والده (أعماله الشعرية الكاملة) بعنوان "دوّب القلب"• من جهته استعرض الدكتور عثمان سعدي في مداخلته التحليلية لمسار الشيخ الشاعر محمد الشبوكي أهم ملامح تجربته في زواياها السياسية، النضالية، الشعرية والإنسانية وقال "الشيخ محمد الشبوكي -رحمه الله - من القليلين الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن اللغة العربية والدين الإسلامي وكنت تلميذه في ال 40 بمدرسة تهذيب البنين والبنات، واتسم شعره بالنضال السياسي"• كما استعرض سعدي تجربة الشيخ الشبوكي في مجال المسرح من خلال مسرحية "بين الليل والنهار" التي حققها مع إبراهيم مزهودي وتضمنت نفحات وأبعادا سياسية، كما أكد أنه من الشعراء الجزائريين المجيدين فهو يتقن اللغة العربية بأسرارها ومتمكن من الصنعة الشعرية العربية بعروضها الفني وسبك أبياتها، كما نظم في المعتقلات المتعددة التي تمتد من 1956 إلى 1962 أهم قصائده ولعل نشيد "جزائرنا يا بلاد الجدود" التي نظمها في المعتقل من أشعار قصائده الثورية المفعمة بالوطنية• واستعرض الدكتور سعدي أهم بصمات والموضوعات التي ميزت ديوان الشاعر الشيخ محمد الشبوكي وذلك من خلال مواضيع الوطنية، العروبة، الفن، الوجدان• حيث عرج بنا المحاضر برؤيته النافذة إلى داخل الهاجس الشعري للشيخ محمد الشبوكي وأشار "هو من أفضل من كتب شعرا في المعتقلات على مدار 6 سنوات مبرزا دور الفلاح خلال الثورة التحريرية وكفاحه ضد الاستعمار كما كانت أشعاره مفعمة بالعروبة منها قصيدة "إن العروبة في الجزائر صلبة" حيث تحدث عن عروبة الجزائر واللغة العربية، كما انغمس الشيخ الشبوكي في أمهات القضايا العربية وغلف بها قصائده الثورية منها "فلسطين"، "العراق" وغيرها، وأوضح الدكتور عثمان سعدي وهو يقرأ جوانب اهتمام الشاعر محمد الشبوكي أنه متذوقا للفن الأصيل وديوانه مليء بتجاوبه مع أداء الفنانتين فيروز ونجاح سلام وباقي الفنانين العرب وذلك إلى جانب الشعراء العرب، وذكر أن الشيخ محمد الشبوكي زار قبر الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي كما تضمن ديوانه الوجدانيات والشعر الغزلي•