جمال عبد الناصر أول من أعجب بالنشيد الوطني الجزائري أجمع المشاركون في العدد الخاص الذي نظمته جمعية "مشعل الشهيد" تكريما لشاعر الثورة وتزامنا مع ذكرى ميلاد النشيد الجزائري، على أن مفدي زكريا اختزل تاريخ الجزائر وحاضرها في قصائده التي نظمها، وأن النشيد الوطني الذي كتب أشعاره هو ترجمة لبيانين أساسين للثورة التحريرية، وهما البيان السياسي للفاتح من نوفمبر 1954 والبيان العسكري لنفس السنة. وأعرب مدير الأرشيف عبد المجيد شيخي في "منتدى المجاهد" أمس، عن أسفه من التشكيك في ما قدمته أجيال الثورة للجزائر، معبرا عن ذلك بقوله "يحز في نفسي ويؤلمني أن يقال إن الأجيال الثورية لم تقدم شيئا لهذا الوطن، مشيرا إلى الدور الهام الذي أداه شاعر الثورة ووفاءه اتجاه الوطن المترجم في أشعاره التي اختزلت تاريخ بلد بأكمله كما لم يفعل شاعر قبله أو بعده". وعاد شيخي ليشبه الشاعر الجزائري بشاعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حسان ابن ثابت، وذلك في صدق لسانه وقوة شعره، وراح يستعرض بعض المواقف البطولية للرجل مستعينا بمختارات من روائع أشعاره التي كتب لها الخلود لأنها اقترنت باسم الجزائر ونشيدها الرسمي، موضحا أن "مفدي زكريا قدم كل شيء للجزائر ولكن للأسف الكثير يجهلون عظمة هذا الرجل، كما أنه لا يوجد في الجزائر الكثير من المدن والقرى التي تحمل اسم هذا الرمز الثوري، مضيفا "أنا متأكد أنه لا يعرفه الكثير من شباب الجيل الجديد.. رفقا بالجزائر والأجيال التي تعاقبت على هذا الوطن". من ناحية أخرى، قال الدكتور والأستاذ الجامعي محمد لحسن زغيدي إن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أول من أعجب بأبيات النشيد الجزائري التي لحنها الموسيقار المصري الراحل محمد فوزي، وإن الثورة لم تكتمل إلا عندما وضع لها نشيد وطني، وذلك بعد اجتماع كل من لخضر رباح وعبان رمضان وبن يوسف بن خدة وقرروا وضع نشيد وطني يكون بمثابة الإرث الثوري الذي تتوارثه الأجيال المتعاقبة والتقوا صدفة بصاحب الإلياذة وطلبوا منه كتابة نص النشيد فجاءهم في اليوم الموالي يحمل ظرفا يحمل الخمسة أجزاء كاملة لنشيد "قسما" حيث قالوا بعدما اطلعوا على أبياته "هذا ما كنا نبحث عنه لا نريد شعرا آخر" "خاصة مطلعه الذي أقسم فيه الشاعر بالمواطنة والمواصلة إلى النهاية وربط الماضي ومقوماته الدينية والوطنية التي اختزلت مفهوم الثورة".