أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل يوم الثلاثاء بموسكو ان الجزائر و روسيا "قد جددتا التأكيد على ارادتهما في تعميق و تنويع تعاونهما". و اوضح الوزير خلال ندوة صحفية نشطها بمقر و كالة ريا نوفوستي ان "خبراء البلدين سيجتمعون في الجزائر خلال شهر ديسمبر المقبل من اجل التحضير لانعقاد الدورة السابعة للجنة التعاون المشتركة الكبرى". و اضاف ان الهدف يتمثل في التوصل "الى اعطاء مزيد من الفعالية للاتفاق الاستراتيجي الذي يجمع البلدين من خلال توسيع تعاونهما الى مجالات اخرى متنوعة كالطاقة و السكن و كذا التعاون العلمي و التقني من اجل رفع هذا الاتفاق الى مستوى الامكانيات التي يزخر بها كلا البلدين". للتذكير ان الاتفاق الاستراتيجي الجزائري الروسي قد وقع في شهر ابريل 2001 بموسكو بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. كما ابرز السيد مساهل في مداخلته انه "كانت له محادثات مثمرة مع المسؤولين الروس حول المسائل السياسية الدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما في منطقة الساحل و المغرب العربي". و اعرب في ذات السياق عن ارتياحه "لتطابق وجهات النظر و التحاليل" بين البلدين حول المسائل التي تم التطرق اليها. و في رده عن سؤال حول مكافحة الارهاب و التعاون الدولي اكد الوزير المنتدب بان الجزائر كانت "في الطليعة و ساهمت بفعالية في تطوير و تعزيز التعاون الدولي من اجل القضاء على هذه الظاهرة". و تابع قوله ان الجزائر "تستعد لتحتضن خلال السنة المقبلة ندوة دولية رفيعة المستوى حول تمويل الارهاب". و ستعرف هذه الندوة التي قررتها قمة مجلس السلم و الامن للاتحاد الافريقي التي عقدت في نيروبي في شهر سبتمبر الاخير مشاركة عديد البلدان الشريكة و ستسمح "بالتشاور حول ضرورة التفاوض حول بروتوكول اضافي لاتفاقية الاممالمتحدة حول تمويل كما اكد السيد مساهل على الطابع الشمولي للارهاب الذي "يتطلب مواجهة شاملة" مضيفا ان الجزائر التي تحتضن مقر المركز الافريقي للدراسات و البحوث حول الارهاب قد بادرت الى مخطط العمل الافريقي الاول و الاتفاقية الافريقية لمكافحة الارهاب. و عن سؤال حول ليبيا اشار الوزير المنتدب الى ان الجزائر تعتبر ان "الحوار الشامل بين الاطراف الليبية باستثناء الجماعات الارهابية المعروفة كذلك هو الوحيد الذي من شانه السماح بالتوصل الى حل يحافظ على السلامة الترابية و وحدة هذا البلد". اما بخصوص بناء المغرب العربي و العراقيل التي تواجهه اكد السيد مساهل ان الجزائر التي دعت الى اعادة بناء هذا التجمع قد اوصت بوضع سياسات مشتركة في المجالات الاقتصادية على غرار الفلاحة و الموارد المائية و المنشات القاعدية. و تابع قوله ان "الجزائر تدرج تطوير منشاتها في اطار الاندماج الاقليمي كما يشهد على ذلك الطريق السيار شرق-غرب". كما اوضح ان "استمرار نزاع الصحراء الغربية التي تعد مسالة تصفية استعمار و الذي لا يمكن تسويته الا من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير طبقا للوائح وفلسفة الاممالمتحدة يشكل الى جانب المسالة الملحة لتهريب المخدرات التي تسهم في تمويل الارهاب عراقيل امام بعث مسار بناء هذا التجمع". للتذكير ان السيد مساهل المتواجد بموسكو في زيارة عمل في اطار المشاورات السياسية المنتظمة بين الجزائر وفدرالية روسيا سيلتقى الاربعاء بوزير الشؤون الخارجية سارغي لافروف.