يشكل موضوع تثمين وإعادة الإعتبار لواحة النخيل القديمة محور الأيام التحسيسية المحلية في طبعتها الثالثة التي تتواصل هذا الخميس بورقلة تحت شعار "النخلة- تراث- وآفاق". ويتوخى من هذه التظاهرة التحسيسية التي تنظمها جمعية القصر للثقافة والإصلاح بالتنسيق مع مخبر المحافظة و تثمين الموارد الحيوية بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة المحافظة على هذه الثروة الفلاحية التي تزخر بها عديد الواحات القديمة من خلال إبراز أهمية هذه الفضاءات الفلاحية التقليدية وضرورة تثمينها والتي أصبحت جزءا من التراث المحلي كما أوضح المنظمون . وتتضمن هذه الفعاليات التي انطلقت أمسية الأربعاء بدار الشباب هواري بومدين بمدينة ورقلة إقامة معرض يعرف الجمهور بعينات متنوعة من منتوج النخيل من بينها مختلف أنواع التمور التي تشتهر بها المنطقة وفي مقدمتها الدقلة نور و الغرس و الدقلة البيضاء. واشتمل المعرض عينات أخرى من فوائد ومشتقات النخيل و التي تستخدم في صناعة بعض أنواع المنتوجات التقليدية المتمثلة في الأطباق و القفف و المظلات و أيضا تلك التي تستغل للحصول على بعض الأغراض الأخرى كالليف الذي يستخدم في صناعة الحبال و جذور النخيل التي تستعمل على شكل أعلاف للمواشي و الجذوع المستخدمة في تسقيف الغرف بالقصور القديمة . كما تعرض أيضا مجموعة من الكتب و والوثائق و المطويات التي تقدم معلومات وافية حول النخيل و أهميته في حياة المجتمعات الإنسانية التي تهتم بهذا النوع من الزراعة القديمة . و سيتم في إطار هذا الموعد تنظيم يوم دراسي بعنوان "المحافظة على الواحات القديمة و كيفية حماية التنوع البيولوجي" كما ستنشط نخبة من الأساتذة و الباحثين بالمناسبة سلسلة من المحاضرات تتناول " التنوع الوراثي لنخيل التمر كثروة مهددة بالإنقراض" و " ثروة النخيل وعلاقتها بالحياة الحيوانية البرية في منطقة ورقلة "و" التنوع الوراثي لنخيل التمر بواحات سهل وادي ميزاب" . كما ستتطرق هذه المداخلات إلى عدة موضوعات أخرى من بينها " تثمين الفضاءات والمنتجات المحلية في الواحات" و" دور المرأة الواحاتية في تثمين منتجات النخلة و الحفاظ على تنوعها البيولوجي " و " إعداد شراب عالي التركيز من التمر من نوع الغرس". وبرمجت أيضا بمناسبة هذه "الأيام التحسيسية الثالثة لإعادة الإعتبار لواحة النخيل القديمة" والتي ستتواصل لمدة أربعة أيام ورشتي عمل سيتعرض فيها المشاركون إلى محورين رئيسيين ويتعلق الأمر بأصناف النخيل وبيئتها وتثمين أصناف النخيل كما ذكر المنظمون.