في الوقت الذي تم فيه تسجيل تراجع فيروس الايبولا في البلدان الإفريقية الثلاث المتضررة اخذ المرض القاتل منحنى خطير في مالي إثر تسجيل سبعة وفيات وحالة إصابة جديدة في فترة وجيزة رغم الجهود الوقائية لمنع انتشاره بالتنسيق مع الجهود الدولية. و اعلنت وزارة الصحة فى مالي انه تم رصد امس حالة اصابة جديدة بفيروس الايبولا بالبلاد و قد تم ادخال هذا الشخص الى وحدة للعناية المركزة في العاصمة باماكو لتلقي العلاج المكثف في الحجر الصحي. و يجرى حاليا إخضاع 327 شخصا في مالي مشتبه باصابتهم بالعدوى تحت المراقبة الطبية حسبما أفادت به منظمة الصحة العالمية. وقد ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الاصابة بوباء الحمى النزفية الى 5459 شخصا من مجموع 15351 حالة اصابة بالفيروس حسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. خطة طوارئ لمواجهة الايبولا تصطدم بجملة من العراقيل مع تسجيل أول حالة وفاة بسبب الايبولا في 30 اكتوبر الماضي لفتاة بعد عودتها الى مالي قادمة من غينيا البلد المجاور أصدرت الحكومة خطة طوارئ لمواجهة الفيروس القاتل لكن مع تسارع ظهور حالات الاصابات لم ينجح النظام الصحي في البلاد في مواجهة وتيرة انتشار المرض. وقال مدير المستشفى توماني كوناري في بلدة "كاييس" أين سجلت أول حالة وفاة بالمرض ان اثنين فقط من طاقم المستشفى البالغ 160 عاملا تلقوا تدريبات على كيفية اكتشاف وعلاج مرضى الإيبولا وكيفية حماية أنفسهم أثناء القيام بذلك. وقبل التفشي الحالي في مالي للداء صنفت منظمة الصحة العالمية مالي على أنها "عرضة للخطر" بسبب حدودها الطويلة وعلاقاتها الاقتصادية القوية مع غينيا البلد المجاور الذي استشرى فيه الوباء مسجلا 1233 وفاة من اصل 2077 اصابات مسجلة. و تم استهداف مالي كبلد بحاجة لتلقي المساعدة الفنية بما في ذلك التدريب على الوقاية من العدوى والرصد الوبائي واقتفاء أثر المخالطين للمصابين. و يعتبر بعض خبراء الصحة في مالي أن الاستعدادات لمواجهة المرض و التي قد بدأت في أبريل الماضي تركزت في الغالب على حدود مالي مع غينيا والبالغ طولها 805 كيلومترات. و اعلنت وزارة الصحة في مالي ان نقطة تفتيش حدودية التي دخل منها إمام وافته المنية بسبب الإصابة بالإيبولا في مالي يوم 27 أكتوبر الماضي قادما من غينيا تقوم بفحص أكثر من 1,000 شخص و150 سيارة يوميا. و في ذات السياق قال إبراهيم سوسي-فال ممثل منظمة الصحة العالمية في مالي أن "لدى البلاد القدرة على مواجهة المرض" مضيفا "لا يمكنك القول أن مالي ليست مستعدة فقد تم تدريب الأشخاص" لكن دون تحديد عددهم. وتعمل السلطات المالية مع شركاء دوليين من بينهم منظمة الصحة العالمية ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها و منظمة "اليونيسف" ومنظمة "أليما" غير الحكومية والصليب الأحمر المالي لتتبع وعزل ومراقبة أكثر من 400 شخص من الأشخاص المخالطين لأولئك الذين لقوا حتفهم. و من المقرر ان ينضم قريبا عدد من علماء الأوبئة إلى فريق الاستجابة السريعة التابع للمركز الوطني لمكافحة الأمراض في مالي والمؤلف من أطباء وممرضين وأخصائيين اجتماعيين وفنيي مختبرات. وقال عمر أولوجويم مسؤول الإعلام لدى وزارة الصحة أن "الحكومة تخطط لإنشاء مركز للعزل والعلاج في سيبي/ 50 كلم جنوب غرب باماكو/. من جهتها أكدت ناتاليا تورينت منسقة الاستجابة للإيبولا في مالي لدى منظمة أطباء بلا حدود-اسبانيا/أن لديهم 6 أسر للحالات المشتبه بها و 6 للحالات المؤكدة. و رغم الاجراءات الطبية في التعامل مع المرض الفتاك يستمر عدد الحالات المشتبه بها في الارتفاع ما يضع مختبر "سيريفو" الوطني ببماكو /الذي يتوفر على السلامة الحيوية من المستوى 3 والمجهز من قبل المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة للتعامل مع تشخيص السل وفيروس نقص المناعة البشرية و داء إيبولا/ على المحك في مواكبة تلك الحالات. المجتمع الدولي يعزز جهود مالي و دول غرب افريقيا في احتواء المرض أعلنت منظمة الصحة العالمية عزمها إرسال خبراء إلى مالي لتعزيز جهود في احتواء المرض الذي بدا ياخذ ابعادا خطيرة ما دفع منظمة الصحة العالمية الى ارسال المزيد من الخبراء الطبيين لمساعدة السلطات المالية على التعامل مع المرض حيث سيقومون بدعم فريق المنظمة الموجود اصلا في البلاد لمساعدة في الاستعداد الطبية. جاء ذلك في الوقت الذي اعلن فيه الاتحاد الاوروبي بمضاعفة مساعداته لغرب افريقيا لمواجهة الايبولا من 380 مليون دولار الى 2ر1 مليار دولار. و في هذا الصدد قال الامين العام للامم المتحدة بان كى مون ان "هناك أملا فى احتواء تفشى مرض الايبولا بحلول منتصف عام 2015 عن طريق مواصلة توسيع نطاق المكافحة العالمية للمرض". وفى معرض إشارته الى أن معدل انتقال العدوى يواصل ارتفاعه فى العديد من المناطق وجه بان كى مون مناشدة عاجلة الى مضاعفة الموارد قائلا "نحن بحاجة الى المزيد من المستجيبين الدوليين والفرق الطبية المدربة والعاملين الصحيين المتطوعين وخاصة فى المناطق النائية".الا أن الامن العام الاممي لفت الى"بعض التقدم المرحب به في علاج المرض" ما دفعه الى القول "اننا نشهد انخفاضا فى المنحنى فى مناطق تكفى بأن تمنحنا الامل. واذا ما واصلنا تسريع استجابتنا سنستطيع احتواء هذا التفشى ووضع نهاية له بحلول منتصف العام المقبل". ومن جانبه ذكر رئيس البنك الدولى جيم يونغ كيم ان "الوصول بحالات الاصابة بالايبولا الى الصفر سيكون أمرا صعبا للغاية لانه ليس مرضا يمكنك عند التعامل معه ترك حالات اصابة قليلة وتقول انك فعلت ما يكفى لمكافحته". و أعلنت وزيرة التنمية البريطانية جستن جريننج ووزير الصحة جيريمي هانت عن ارسال مجموعة من متطوعي هيئة الصحة الوطنية الى سيراليون للمشاركة في الجهود البريطانية لمواجهة وباء الايبولا القاتل. قالت جريننج "كفاحنا ضد الايبولا في غرب إفريقيا واحد من أكبر الاستجابات البريطانية ضد تفشي اي مرض , يوجد ما يقرب من1000 من افراد الجيش والعاملين في الرعاية الصحية بالفعل في سيراليون يعملون على السيطرة واحتواء وهزيمة هذا المرض البشع". و كانت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قد تعهد الشهر الماضي بتقديم 100 مليون يورو (131 مليون دولار) كمبلغ إضافي لمكافحة وباء الإيبولا ليضاف الى المبلغ الجديد إلى 156 مليون يورو تعهدت بها لندن بالفعل لمكافحة هذا المرض.